كيف تستطيع النجاح في حياتك؟ سنحاول الإجابة على هذا السؤال الصعب، فالنجاح ليس بالأمر السهل ولكنه ليس مستحيلا أيضا، لكي تحقق النجاح في الحياة، أنت بحاجة لأن تعرف نفسك أولا، وتعرف أيضا أن هناك دائما خطوة واحدة تفصلك عن النجاح، لتغير حياتك وتعرف كيف تحقق أحلام.
توقع نجاحك
التوقع واستباق الحدث من أهم عوامل النجاح الآن، لأن عليك دائما أن تكون مستعدا لكل ما قد يحدث، وكما قلت في موضوعي السابق كيف تسيطر على الغضب، من الأحسن دائما أن تكون مستعدا لكل لحظة، لكي لا تكون ردة فعلك وقرارك سيء، وتضيع فرصة النجاح. ولكي تكون سريعا في إتخاذ القرار.
مقال يهمك: علامات الانسان الناجح
هل تعرف الفرق بين التلميذ الذكي و التلميذ الكسول؟
الفرق هو توقع السؤال، فتجد التلميذ الذكي يتوقع أسئلة معلمه، ويكون أول من يرفع يده للإجابة، حتى دون تفكير، لأنه إستبق الحدث وفكر في السؤال والجواب معا قبل أن يسال المعلم.
المشكلة أن هناك فجوة زمنية تحدث بين التفكير وإتخاد القرار، أحيانا هذه المدة الزمنية لا تكون كافية، وإن كنت متوترا سيكون قرارك اسوأ قرار تتخده في حياتك. لذى حاول دائما أن تستبق الأحداث وأن تتوقع ما قد يحدث، لكي تكون على إستعدداد لكل ما قد يحدث.
التوقعات العالية هي المفتاح لكل شيء
سام والتون
كن مسؤولا
كن مسؤولا على كل قراراتك، طالما أنت تملك حرية إتخاد القرار، فعليك أن تكون مسؤولا على كل ما قد يحدث جراء هذا القرار، قد تفشل وقد تنجح، ولكن لا تدع أي شخص يؤثر على قراراتك، أنت الوحيد الذي ستضرر إن كان القرار سيئا.
في الواقع عملية إتخاد القرار تمر عبر مرحلة التفكير في الحدث أو السؤال، ثم فهمه وفهم أبعاده، بعدها نستحضر كل معرفتها وتجاربنا، ومن ثم نضع كل الإختيارات الممكنة، وثم نحلل كل خيار على حدا، وفي الأخير نختار أحد القرارات التي نراها الأهم والأقل ضررا.
مقال ذات صلة: لتتخذ قرار صحيح تجنب اتخاذ قرارك في هذه الاوقات
كل عملية إتخاد القرار لا تأخد غير ثوان في بعض الأحيان، وإن لم تكن لديك خبرة أو معرفة، أو كنت مشوشا غير قادر على التفكير، ستلجأ لبعض الناس للمساعدة. إن إحتجت مساعدة، عليك أن تسأل ولكن لا تطلب من الناس أن يعطوك القرار جاهزا، أطلب أن يعطوك المعرفة، أن يفيدوك بتجاربهم، وبعدها قم بالخطوات التي سبق ذكرها، واختر بنفسك ما تراه مناسبا. هذه هي المسؤولية التي يجب أن تتحلى بها لكي تنجح في حياتك.
أما إن بقيت تعتمد على الناس في كل شيء، فلن تكن راضيا تمام الرضى عن حياتك، ولن تنجح.إتخاد القرار.
كن القائد
يستحيل أن ننجح في حياتنا دون أن نمتلك بعض ملكات القيادة، القيادة قد تكون أحيانا تحمل المسؤولية وإتخاد القرار من بين أول الناس، وقد نرجع لموضوع كيف تسيطر على الغضب، ونأخد مثال الشخص كثير الكلام والشخص الممل، إذا تعبت من أمر ما وكان أناس كثيرون مثلك، لا تنتضر قراراتهم، خد قرارك، ولكن عبر المراحل التي سبق وذكرت، لا تتسرع، ولا تتخد قرارات تضر بك. هناك فرق كبير بين الشجاعة والغباء، فلا تكن غبيا، ولكن كن شجاعا.
مقال ذات صلة: كيف تكون شخصية قيادية
القيادة أيضا هي أن تكون قائدا على نفسك، فلا يمكن أن تكون إسفنجة تمتص كل قرارات الناس، وتبحث أن تصير قائدا، فالقائد شخص يملك قرار نفسه ويملك حرية في القرار، ويكون مسؤولا على كل تبعات القرار.
القيادة أيضا ليس غباءا، معنى القيادة أيضا أن تعرف قدر نفسك، مثلا في عملك، لا تقل أنك القائد، وترفض طلبات مديرك، لأنه في هذه الحالة هو القائد، أنت مسؤوليتك أن تنفد أوامره التي تخص العمل، وإن كانت هناك تعليقات أو آراء خاصة لا تترد في تقديمها، وفي الأخير قرار المدير هو الذي سيفرض على الجميع لأنه هو المسؤول، وإن كان القرار خاطئا فهو من سيتحمل المسؤولية. ما أريد قوله، إعرف حدود قيادتك، فلكل شان ولكل شخص حدوده، فلا تتعدى حدودك لأنك في هذه الحالة لن تكون قائدا وإنما متطفلا.
القيادة هي أن تجعل شخصاً أخر يقوم بعمل تريده أنت لأنه يريد ذلك
أيزنهاور
لا تدع الخوف يكبلك
مهما كبرنا وزادت أعمارنا، يبقى الخوف بداخلنا، بل كلما إزداد الشخص عمرا زاد خوفه، لأن الطفل يكون عقله لا يستطيع فهم الحياة، فيكون خوفه مجرد خوف عادي، من شخص قوي، أو من ظلام الليل أو من ان يكون وحده في البيت، وعندما يصير شابا يبدأ الخوف يكبر، فلا يعد يخشى الأقوياء ولا الظلام ولا الوحدة، ولكن يصبح يخشى الفشل، يخاف من المستقبل، وعندما تصبح لديه أسرة، يكبر الخوف مرة أخرى، فيصبح خائفا على أسرته، وعلى ماله وعلى نفسه، يزيد خوفه كثيرا، وعندما يكبر قليلا، يبدأ الخوف على صحته ويبقى الخوف يزداد .
إعلم أن كل الناس عندما يتخدون قرار في حياتهم يكونون خائفين من عواقبه، الخوف أمر لا بد من وجوده، ولكن لا تجعله كل شيء.لأنه سيضرك ومن حولك.
فمثلا خوف الأم على أولادها يجعلها تحرمهم من تعلم الكثير، تحرمهم من إكتشاف الحياة، ومن الإحتكاك بالناس ومعرفة التمييز بينهم، فتجد هذا الطفل الذي كانت أمه تخاف عليه، عندما يكبر يندم على كل لحظة سمع فيها كلام أسرته، وقد تنقلب الأمور.
لا تخف من الفشل، فلولا الفشل لما كان هناك نجاح، إقرأ عن أي شخص تراه ناجحا، ستجد أنه فشل كثيرا قبل أن ينجح، هذا المصباح الذي يضيئ الليل، عندما كان أديسون يحاول إختراعه، فشل كثيرا، ولو خاف من الفشل، لما اخترعه.
ما تعلمته من حياتي، هو أنني عندما أواجه الخوف يتبخر، وفي كثير من الأحيان أجد نفسي كنت خائفا من أمور وهمية.
طور نفسك باستمرار
من أهم ما يجب على الإنسان التركيز عليه، هو التعلم، تعلم ثم تعلم ثم تعلم، ولا تتوقف، عندما تفشل إعلم أن هناك خطأ، فقط إبحث عنه، وطور نفسك وحاول من جديد، لا يمكن أن تنجح وأنت جاهل، وإن صادفك الحظ مرة، فلن يكون كل مرة، دائما هناك خطوة واحدة تفصلك عن النجاح، إبحث عنها، وتعلم من أخطائك. واعلم دائما أنك إذا فشلت في التعلم ستفشل في النجاح، إذا كنت تريد نجاحا دون تعلم فالفشل هو أفضل طريق، لا يحتاج الفشل لأي شيء، غير الجلوس في مكانك.
تعلم من أناس عانوا في حياتهم، ولازالوا يعانون، هؤلاء يكون لديهم كنوز من المعرفة، لكنهم يدفنوها في نفوسهم، ثم تعلم من أخطائك لكي لا تكرر الخطأ مرتين، تعلم مما يدور حولك، وشاهد الناس جيدا وتابعهم وستتعلم الكثير. هذه هي الحياة مليئة بالمعرفة فقط أنت عليك أن تشاهد وتتعلم.
هناك أمور تحتاج بعض التعب، وقراءة الكتب والبحث بجدية، عليك أن تعطي لكل أمر حقه. فالنجاح دائما يأتي بعد التعب، والتعلم من الخطأ.