النجاح

هل أنت ناجح في حياتك؟

هل ورد في ذهنك يوما هذا السؤال؟ هل جلست يوما لتسأل نفسك وتبحث عن الجواب بصدق، لسؤال مهم جدا في حياتك “هل أنا ناجح” فما كان الجواب؟

قبل البحث عن إجابة، لابد أن نفهم ما هو النجاح، كيف ترى النجاح، هل هو الوصول لأهدافك؟ هل النجاح هو المال، أو الصحة ، أو التعليم، هل النجاح هو شهادة تعلقها على الجدار، هل النجاح هو قوة تفتخر بها ، هل النجاح هو سلطة تتمتع بها، أم أن النجاح هو أن تصبح أغنى أغنياء العالم؟

للأسف أغلب الناس يربطون النجاح بالهدف، فعندما يكون هدفك تحصيل شهادة معينة، النجاح يكون مرتبط بتحصيلك الشهادة من عدمه، وقد يكون هدف شخص آخر أن يصبح غنيا أو قويا أو صاحب سلطة، فيصبح كل تفكيره نحو الهدف، ويجعل من الوصول للهدف نجاحا، ومن عدم تحقيق الهدف فشلا. وهذا أكبر خطأ يقع فيه الجميع. حيث أن النجاح ليس له علاقة بالهدف كمفهوم متكامل

قد يكون الكلام غريبا بعض الشيء، ولكنه في منتهى البساطة، النجاح هو التوازن، عندما يكون هدفك تحصيل شهادة، فالنجاح هو أن تكون مستحقا للشهادة، عندما تتعب وتخطئ وتتعلم من خطئك وتكتسب خبرة وتتعلم لغات وتتعرف على أساليب جديدة للدراسة والقراءة، وقتها سمي نفسك ناجحا، لأنك حتى وإن لم يحالفك الحظ في الوصول للشهادة أو في الحصول على تلك الورقة التي نسميها شهادة، فعليك أن تفخر بنفسك، وتعرف أنك نجحت. فالنجاح ليس هو النهاية، ولكنه هو امتلاك الكفاءة، فإن كنت تملك الكفاءة وكسبت كل العلم الذي كنت تريد فهذا نجاح، أما الورقة، ليست سوى ورقة، لا قيمة لها إذا كانت في أيدي الجاهل، وتكون ذات قيمة كبيرة إذا كانت في أيدي الشخص الذي يستحقها.

الفرق بين شخص حصل الشهادة بالغش وشخص آخر حصلها بمجهوده، كالفرق بين الليل والنهار. الأول مظلم بجهله والثاني مستنير بعلمه. وعندما تصل لمرحلة العمل ، حتى ولو كنت بدون شهادة ، ولكن تملك كل المؤهلات فلن تخشى على نفسك، لأنك ستحصل على إعجاب وتقدير الجميع. وأينما قدمت أوراقك ستجد مكانك محجوز، السبب أنك تملك العلم في عقلت وليس مجرد ورقة ، ليست سوى صورة لصاحبها، فإن كان جاهلا كانت عبئا عليه، وإن عالما كانت مفتاحا لكل الأبواب التي يطرقها.

قد يرى البعض الأمر قريب من الأحلام، ولكني أقول أنه واقع صحيح، مهما كانت الإستثناءات ومهما كثرت، فمن يستحق النجاح يبقى دائما هو من يتعب لأجله، ومن لا يستحقه هو من لم يتعب لأجله. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فمهما كانت لديك شهادات في يديك، سيبقى العلم الذي في عقلك هو الفاصل بينك وبين كل أهدافك.

والأمر صحيح في كل الجوانب ، حتى الجانب الديني، ” إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا” والفاصل هنا هو العمل المتقن، وإن لم ينصفك الزمن وكانت الظروف قاسية ، فالله لن يضيع أجرك.

بالتالي لا يجب الإهتمام بالنتيجة فالأمر أن تصن نفسك وتتعب على نفسك والنتيجة ،ستكون مرضية ، حتى ولو طال الزمن . الآن بعد كل ما سبق، دعني أعيد السؤال . هل أنت ناجح؟

 في النهاية ستجد نفسك تسأل هل أنا فعلا أقوم بما علي فعله؟ وهل أقوم به على أكمل وجه؟

الناجح في أي مجال هو من يتعب أكثر من الآخرين، ليبقى دائما خارج السرب، لا أحد ينافسه، يبقى دائما يبحث عن العلم وليس عن الشهادة. ولو طبقنا هذا الأمر على الحياة عموما، سنجد الحياة أصبحت مختلفة عن ذي قبل، فلو أردت أن تكون سعيدا في حياتك، إبحث عن السعادة في داخلك وليس في شيء آخر، إتعب واجبر نفسك على عدم الشكوى، على الصبر، على ان ترضى بنصيبك وأن تعمل واجبك، لتصل للرضا الكامل والقناعة التامة، لتجد بعدها أنك أغنى الناس، لأن القناعة هي الكنز الحقيقي، ولو كنت تملك أموالا كثيرة ولم تكن قنوعا.

كيف تستعيد سيطرتك على حياتك 

ابدأ بأحلامك

كيف تريد ان تكون حياتك؟ ماذا دائما كنت تريد ان تصبح لا يمكنك تغيير شيء إذا لم تكن تعلم ما تريد

  • تود السفر و العمل في دولة أخرى؟
  • تود بيع منزلك الضخم و الانتقال للعيش في شقة في المدينة؟

حدد الصعوبات

حاول تحديد الأسباب التي تمنعك من تحقيق الأحلام و الاهداف التي تود تحقيقها.

  • لماذا تسمح للآخرين بأن يسيطرون على حياتك؟
  • لماذا لا تعمل في الوظيفة التي دائما ما رغبت القيام بها؟

واجه مخاوفك

حلل ما يخيفك. كن واقعيين بأقصى حدد في تحليلك حتى وان سبب ذلك بمضايقتك

هل الخوف من الضائقة المالية هو المانع؟

هل الوظيفة الحالية هي التي تسمح لك بالعيش بسلام؟

اتخذ قرارات بالتغيير

  1. ابدأ بالتغيرات حتى تعيد السيطرة على حياتك. ابدأ بالتغييرات الصغيرة
  2. القيام برحلة سياحية للدولة التي تود العمل لمعرفة المزيد عنها
  3. ابدأ بالبحث عن وظيفة بدوام جزئي في المجال الذي تود فعليا العمل به
لا توجد أراء حول “هل أنت ناجح في حياتك؟ وكيف تستعيد سيطرتك على حياتك”
  1. أقول دائمًا للدارسين بأن النجاح الناتج عن التعب خير من النجاح الناتج عن الغش للأسباب التالية:

    1 – تعاليم الدين الإسلامي تنهى عن الغش.

    2 – يشعر الإنسان بالسعادة عندما ينجز شيئًا بعد شعوره بأنه أدى ما عليه بما يُرضي الله.

    3 – لكل مجتهد نصيب في الدنيا والآخرة بإذن الله.

    نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويَرضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *