الملل أو الضجر أو السأم هو إحساس شائع يعاني منه معظم الناس، في حين يكون عارضا عند البعض فهو عند البعض الآخر مشكلة حقيقية وإحساس مزمن يجعلهم يراوحون مكانهم، وتمضي أيامهم متشابهة من دون فعل أي شيء، وإن لم يتداركوا الموقف فإن الملل قد يسرق حياتهم كلها. لكي نعالج مشكلة الملل أو الضجر علينا أولا أن تعريفه وتحديد أسبابه لكي نتمكن من إيجاد الحلول المناسبة والفعالة.

ما هو الملل أو الضجر؟

الملل أو الضجر هو الإحساس بعدم الرغبة في فعل أي شيء، والرغبة الشديدة في فعل شيء مثير من دون معرفة ما هو تحديدا لأن كل شيء يبدو غير مثير للاهتمام. من هذا التعريف نستطيع استخلاص الكثير من الأشياء بعضها جيدة والبعض الآخر سيء، فالنسبة للأشياء الجيدة وهي أن حياتك تخلوا من المشاكل، فكر في الأمر مليا: لو كان لديك مشاكل لما أحسست بالملل، قد تحس بالتهديد أو الخوف من المستقبل ولكن بالتأكيد لن تحس بالملل، وهذا يعني انك تعيش في بيئة تساعدك على تحقيق الكثير إن أحسنت استعمال وقتك وامكانياتك. الخبر السار الثاني هو أنك لا تعاني فقد أي شيء بعبارة أخرى تتمتع بكل الضروريات،

اسباب الملل والآن لنستعرض أهم الأسباب التي تجعلك تحس بالملل

عدم وضوح الغاية

وجود غاية في الحياة هو ما يجعل الفرد متحمسا ومركزا على أفعاله، وإن لم تكن الغاية واضحة أو معدومة فهذا يجعل الفرد تائها في الحياة، ويسعى للملذات وحسب، وهذا الشخص معرض بشكل كبير للملل والضجر، وعليه ينبغي أن تجلس مع نفسك وتفكر مليا في غاية نبيلة تسعى وراءها، وعليك ان تذكر نفسك بها بصفة منتظمة، مرة كل أسبوع مثلا، وبهذا تضمن ألا تحيد عن مسارك.

عدم تحديد الأهداف

تحديد الأهداف
تحديد الهدف

بعد تحديد الغاية يأتي تحديد الأهداف التي توصلك إلى غايتك، وهذا أمر جد مهم، فالغاية من دون تحديد أهداف مجرد حلم، الأهداف هي التي ترسم لك الطريق وتوجهك في الحياة، والأهداف يجب أن تثيرك وإلا لن تسعى إلى تحقيقها كما أنه يجب أن تكون معقولة وقابلة للتنفيذ، ويجب أن تضع خطة وبرنامجا لتحقيقها، للمزيد من المعلومات حول تحديد الأهداف اقرأ هذا المقال.

الإجهاد

من الأسباب التي تؤدي إلى الملل والضجر إجهاد النفس في العمل، فهذا سوف يجعل عقلك الباطني يحاول إيقافك عن العمل، والملل هو الوسيلة التي يستعملها كطريقة وقائية، فعقلك الباطني يجعلك تشعر بالملل وعدم الرغبة في العمل حتى تستريح، لأن مهمة العقل الباطني الأساسية هي إبقائك على قيد الحياة والإجهاد الكبير يمثل تهديدا يجب تجنبه. وعليه عليك إعطاء نفسك فرصة للراحة وخاصة الترفيه كممارسة الرياضة والاستماع إلى الموسيقى والغذاء المناسب …الخ حتى تنشط للعمل ولا تحس بالملل، كما أن الإنسان يسأم من فعل الشيء نفسه لمدة طويلة.

نقص في الكفاءة

عدم الكفاءة لتحقيق أهدافك يجعلك تحس بالملل، فهذا كأن تلعب الشطرنج مع شخص عبقري وأنت مبتدأ فلن تحس بالمتعة في اللعب، كذلك هو الحال بالنسبة لمن يسعى لتحقيق أهدافه وهو لا يملك الكفاءة اللازمة لذلك، فلن يحس بمتعة العمل وبالتالي الملل والضجر. وعليه ينبغي عليك التسلح بكل المهارات اللازمة لتحقيق أهدافك وكذلك الوسائل اللازمة حتى تتمكن من تحقيق أهدافك.

نقص في التركيز

التركيز شيء مهم لكي تفعل أي شيء، والنقص في التركيز يجعل من الأشياء غير مثيرة للاهتمام ومملة، ومن الأشياء التي تجعلك تفقد تركيزك هو التركيز على إنجاز عدة أمور في وقت واحد، ضع أولويات للمهام التي ينبغي عليك إنجازها وابدأ بالأهم فالأهم، بهذا يكون تركيزك مركز على فعل شيء واحد ويسهل عليك إتمامه.

البقاء في منطقة الارتياح

البقاء في منطقة الارتياح هو فعل الأشياء التي أنت متعود على فعلها وعدم المجازفة بفعل شيء جديد، وكما هو معروف فإن ما تتعود عليه يصبح مملا، ولذا ينبغي عليك دائما تحدي نفسك واقتحام مناطق غير مألوفة لك، واحرص إلا تجازف كثيرا، القليل من القلق يكون مفيدا ويطرد عنك الإحساس بالملل والضجر، لمزيد من المعلومات حول منطقة الإرتياح اقرأ هذا المقال.

الروتين

الروتين اليومي هو من أكثر الأشياء التي تجعلنا نحس بالملل والضجر، حاول إيجاد أشياء جديدة تفعلها أو حاول فعل الأشياء بطريقة مختلفة، كأن تذهب إلى العمل من طريق آخر، أو أن تأكل شيء جديدا على الغداء …الخ، مارس الرياضة، اخرج للتنزه متى سمحت لك الفرصة، تعرف على أناس جدد، حاول كل جهدك كسر الروتين.

عدم مخالطة أناس إيجابيين

محيط الإنسان له انعكاس كبير على مشاعر الفرد، إن كنت تقضي معظم وقتك مع أناس محدودين فكريا وليس لهم طموح فكيف تتوقع أن يكون إحساسك؟ عليك قضاء وقتك مع أناس طموحين لهم أهداف في حياتهم، فهؤلاء يكونون الدافع لك لتحقيق أهدافك أنت أيضا، كما أنهم يعطونك أفكارا واقتراحات جيدة تجعلك دائم الانشغال ويساعدونك في تحقيق غايتك، وبمخالطتهم يتحسن مستواك وتتغير طريقة تفكيرك وهذا يفتح لك مجالات وآفاق جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *