مخططات التوظيف

تقتضي منك أبسط قواعد الحكمة والتفكير السليم أن تضع خطة تفصيلية لمستقبلك المهني، وإلا فسوف تكون عرضة للفشل. لذا، ما الذي يجعلك تتخلص من خطتك الوظيفية المستقبلية على الرغم من أن هذا الأمر ينطوي على قدر من التهور؟!

الأشخاص الأكثر نجاحًا في العالم ليس لديهم خطة تفصيلية لمستقبلهم

على مدار المائتي عام الماضية، قرأت الكثير والكثير من السِّيَر الذاتية لأشخاص هم الأكثر نجاحًا حول العالم، وقد وجدت أن ما يقرب من 80% منهم لم يكن لديهم خطة محددة واضحة المعالم يسيرون وفقًا لها، ولكنهم اتبعوا حَدْسهم وأشبعوا شغفهم، فكانت النتيجة هي النجاح. يروي جيري ساينفيلد، الممثل الكوميدي الشهير، أنه لم يكن لديه خطة محددة لكي يصبح ممثلًا كوميديًّا ناجحًا، ولكن الأمر كله كان يتعلق بالعمل الجادِّ والقيام بشيء يشعر بالشغف تجاهه. سوف ترغب بالتأكيد في أن تصبح ناجحًا مثل جيري ساينفيلد، أو على الأقل بشكل جزئي. وبالطبع، تستطيع تحقيق ذلك إذا سعيت بلا كلل لتحقيق حلمك وإشباع شغفك.

أنت لا تدري ماذا ستكون رغباتك في المستقبل

كثيرًا ما تُظهِر الدراسات أن البشر لا يستطيعون توقع رغباتهم المستقبلية. وقد أظهرت دراسة أجريت على طلاب المدارس، عندما سُئِلوا عن الشطائر التي يريدون تناولها في الأسبوع التالي، أنهم قد أبدَوْا تذمرهم من الشطائر المُقدَّمة لهم على الرغم من أنهم مَن اختاروها. لذا، لا ينبغي لك أن تفترض معرفتك بما ستكون عليه رغباتك في المستقبل.

ربما تكون لديك خطة مدهشة لكي تصبح بطلًا رياضيًّا شهيرًا، ولكن إذا لم تأخذ في اعتبارك أن هذا الهدف يتطلب منك أسلوب حياة معينًا يتناسب مع متطلبات الرياضة التي سوف تمارسها، فسوف تتعرض للفشل. على سبيل المثال، إذا كان هذا النوع من الرياضة يتطلب السفر كثيرًا، بينما أنت غير معتاد على حياة السفر والترحال وتُفضِّل الحياة الهادئة المستقرة، فسوف تتغير خططك ولن يكون هذا النوع من الرياضة مناسبًا لك ولأسلوب حياتك.

وعلاوةً على ذلك، كلما كانت خطتك متخمة بالتفاصيل، زاد الضغط الذي تتعرض له من أجل الالتزام بإنجاز هذه الخطة. وسوف يَنْصَبُّ جُلُّ اهتمامك على المستقبل، ولن يكون لديك فرصة للاستمتاع بالحاضر الذي تعيشه.

أنت لا تدري ماذا سوف يحدث في المستقبل

لا يوجد إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يعرف كيف سوف يكون مستقبله، وما الأحداث التي سوف يتعرض لها، وهل هي أحداث سعيدة أم حزينة؛ فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة بحيث نستطيع التنبؤ بما سوف تأتي به. ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن التغيير سمة الحياة، وهذه حقيقة ثابتة. ثمة عوامل تغير من شأنها التأثير في حياتك العملية والشخصية في المستقبل القريب، من بينها وسائل التكنولوجيا الحديثة، والظروف والتغيرات الاقتصادية، ومتطلبات السوق، والتغيرات السياسية، والزيادة السكانية. لذا، إذا كان العالم يتغير من حولك بينما لا تزال مُتمسِّكًا بخطتك القديمة المتخمة بالتفاصيل، فلن تستطيع مسايرة ركب التقدم، وسوف تعُود خطوات إلى الوراء.

الخطط القصيرة أفضل

يقول المليونير، والوكيل العقاري والمؤلف الأسترالي، جون ماكغراث إنه لم يلتزم بخطة عمل تفصيلية طوال حياته، بل يري أن نجاح أي خطة عمل يتوقف على حجمها؛ إذ إن جميع الأشخاص لديهم نفور طبيعي من قراءة الأوراق الكبيرة المتخمة بالمعلومات. ومن ثم، فإن الخطط الطويلة ذات التفاصيل الكثيرة غالبًا ما يتم تجاهلها وعدم الاكتراث بها. وفي المقابل، يوصي جون ماكغراث بإعداد خطط عمل قصيرة من صفحة واحدة تتضمن بنودًا مختصرة حتى يسهل الالتزام بها ومراجعتها من وقت لآخر.

اقرا ايضا : كيف تعمل على تطوير خطة لمسيرتك المهنية

الإفراط في التخطيط يشير إلى ضعف الثقة

أحيانًا، على الرغم من امتلاك كل سبل الحياة المريحة، نجد الشخص شديد القلق حيال مستقبله، وغير قانع بما لديه، ومن ثم يفرط في التخطيط لمستقبله، ويُفوِّت على نفسه فرصة لا تُعوَّض لكي يستمتع بحاضره؛ بل قد يتخلف عن أقرانه إذا لم يستغل وقته في العمل من أجل التقدم والنجاح.

خطتك قد تَحُدُّ من نجاحك

لا شك أن الخطة التي تضعها هي نتاج أفكارك وخيالك. وعلى الرغم من أنك قد تعتقد أنك شخص مبدع، فإن الحقيقة قد تكون خلاف ذلك؛ بل قد تتسبب خطتك في تضييق عدد الخيارات المتاحة أمامك؛ لأن خيالك لم يُسعِفك وقت كتابتك لتلك الخطة. فكما ذكرنا سابقًا، الحياة تتغير باستمرار، والتطور التكنولوجي يسير بسرعة الصاروخ. ومن ثم، فإن الأشياء التي تُعَدُّ متطورة الآن بالتأكيد لن تكون كذلك في المستقبل.

قد لا يؤدي التخطيط إلى أي شيء

لا يعتمد النجاح على الخطط، ولكنه يعتمد عليك أنت، وعلى عملك، وطريقة تفكيرك، وعلى استجابتك لمتغيرات الحياة.

خلاصة القول أنك إن أردت أن يكون لديك خطة عمل لمستقبلك، فاحرص على أن تكون بسيطة ومختصرة حتى يسهل الالتزام بها. وكذلك يجب أن تكون مرنًا في التعامل مع خطتك، بحيث تستطيع تعديلها أو التخلص منها عندما يقتضي الأمر.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *