إن أصعب لحظة علينا جميعا، تلك اللحظة التي نكون فيها منهزمين، تلك اللحظة التي نحس فيها أننا قمنا بكل شيء، ولكننا لم نصل لأي شيء، تلك اللحظة من أهم لحظات حياتنا، وتكون منعطفا خطيرا، إما أن تختار الطريق الصحيح، لكي تنجح وتحقق أحلامك، أو تختار الطريق الخطأ لتضيع كل حياتك، وتفقد كل شيء، ويضيع كل جهدك السابق.
يكون الفرق لا يذكر بين الناجح والفاشل، فالناجح يتمسك بأحلامه، ويبقى الأمل مشتعلا في داخله، مهما أخفق، تبقى تلك العزيمة تسيطر على أفكارهن ولا يفكر في الإستسلام أبدا، بل يزيد جهده مع كل لحظة فشل مهما فشلت هو على يقين ان هناك لحظة نجاح في نقطة ما سيصل إليها ويعلم أنه طالما فشلت فالعيب من الطريق التي سلكها، العيب من الأفعال التي قام بها، وليس العيب فيه.

أما الفاشل، فيرمي كل شيء على الأوهام، فتجده إما يبحث عن مبررات واهية، ويرمي الحمل على أشخاص ويقول أنهم سبب فشله، وقد يظن أن سبب فشله هو نفسه، وأنه شخص فاشل، ولا يستطيع النجاح، ويقفل كل الأبواب المؤدية للنجاح، ويستسلم، ويموت الأمل في داخل، وتحبط عزيمته، ويبقى تائها بين أهدافك وقناعاتك المغلوطة. لتنهار كل حياته، ويسيطر الظلام عليه.

النجاح لا يحتاج خلطة سحرية

لعل كثيرا من الناس يظنون أن النجاح يحتاج خلطة سحرية، مثل الطبخ، يظن أنه سيحتاج بعض البهارات، وبعض المكونات الخاصة لكي يجعل نفسه ناجحا، ولكن الأمر ليس صحيحا، فالنجاح ليس سوى تخطيط سليم للحياة، ليس سوى قناعة بالنجاح، النجاح ليس سوى أمل يغمر صاحبه، ويجعله مؤمنا بقدراته، مهما كانت بسيطة، ومؤمنا بأفكاره مهما رآها الناس تافهة أو غير مجدية. فالناجحون يخلقون النجاح ولا ينتظرون أخذه من الناس.

هناك عدة نماذج نجحوا لأنهم آمنوا بأفكارهم ولم يستسلمو، كلنا نعرف قصة الأخوين الذين كانا يحلمان بالطيران، وكان الجميع ونعتها بالجنون، حتى كانا يحاولان كل منهما مرة، وعندما يقع أحدهما ويصاب، يبقى طريح الفراش، ليأتي دور الأخ الثاني ليحوال الطيران، ويفشل، ويكون الأول قد شفي من الإصابات والكسور، ليأتي عليه الدور لتجريب الطريقة الجديدة، وهكذا حاولا مرات عديدة، وكان الجميع ينعتهما بالغباء، والتخلف، والجنون حتى، ولكنها كانا يؤمنان بالنجاح، كانا يملكان بعض الأمل والعزيمة، والكثير من الإصرار على النجاح، إلى أن استطاعا الطيران وأثبتا للجميع أن الفكرة دائما تكون صحيحة، إذا حاولنا إنجازها، وتطويرها.

هناك علماء أيضا عانو من الفشل كثيرا، توماس أديسون مثلا، كان قد طرد بعد ثلاثة أشهر من دخوله المدرسة، وقال عنه معلمه بأنه غبي ويخلق المتاعب، ولكن مع إيمان والدته به، ومع إيمانه بنفسه، إستطاع أن يصير من أعظم العلماء، وهناك أيضا ميخائيل كلاشنكوف مخترع سلاح الكلاشنكوف الشهير، لم يعرف المدارس، وكانت أسرته فقيرة جدا ولم يكن يملك أي إمكانيات، حتى أنه فشل في بعض أفكاره لأنه لم يملك الأدوات لإنجازها، إلا أنه لم يستسلم وجائت فرصة بسيطة، وقد نجح في استغلالها.

هناك العديد من الناجحين لم يكونو ناجحين في نظر الجميع، ولكنهم نجحوا بإصرارهم على النجاح، بيل جيتس ثاني أغنى رجل في العالم، وديل صاحب شركة ديل الشهيرة، أيضا آمن بنفسه واستطاع النجاح، والكثيرين لم يكن أمامهم أي وسائل للنجاح، غير الأمل والإصرار والعزيمة.

لا تسأل كيف أنجح، إسال كيف أبدأ

لا تبحث عن إجابة لكيف تنجح، لأن النجاح في داخلك، ولكن السؤال كيف تبدأ، كيف تعرف طريقك، هذا هو الأهم، وعندما تعرف طريقك الصحيح ستجد الوسيلة السليمة للنجاح.
هناك نقطتين للنجاح
الأمل والنجاح

حب ماتعمل

إذا كنت ترى أنك غير قادر على تغيير عملك، وأنك مقتنع بعملك الحالي وتريد النجاح فيه، ليس أمامك إلا أن تحب عملك، وبعدما تحب هذا العمل، ستجد نفسك تبحث عن كل جديد، وتطور معرفتك، وتحاول تطوير عملك، وتبحث عن طرق لتسهيل العمل، وفي الأخير ستجد أنك نجحت ومع الوقت ستصبح أفضل الناس في منصبك، وبعد أن تصير الأحسن، سيكون الجميع يبحث عن رضاك، ولن تجد مشاكل بعدها إطلاقا. لأن أي شركة لديها أناس مبدعين لن تفرط فيهم وستبحث عن أي وسيلة لإرضائهم. فقط لا تصدق كلام الناس على أن التميز لا يهم، وتصدق تلك الروايات عن طرد موظفين ناجحين، لأنك ببساطة لا تعرف التفاصيل، وعندما تعرفها ستجد أن الشخص المطرود لم يكن ناجحا، بل كان فقط يعرف عمله جيدا، لكن عيوبه كانت كثيرة.

إعمل ما تحب

إذا كنت فضت ذرعا من عملك الحالي، وترى أن التغيير ضروري للنجاح، فلا تنتظر يوما، حدد هدفك، وغير عملك اليوم قبل الغد، ولا تنتظر إلى أن يضيع الوقت، وتفقد حماستك، وقتها لن تكون قادرا على التغيير، لهذا فقط قبل أن تغير العمل، إعرف ماذا تريد، واذهب مباشرة لتحقيق أحلامك، ولا تلتفت لأي شخص، فقط إعلم أن هدفك هو الشيء الوحيد الذي يستحق التفكير فيه، لا تفكر في الفشل، ولا تسمع كلام الناس، لأنهم غالبا سيبحثون عن كل شيء يدفعك للتراجع على موقفك، فلا تسمع، وابقى مصرا على هدفك، لأن الناجحين لو رضخو لنصائح الناس ما كنا سمعنا عنهم.

لا تيأس بسرعة

كل الناس تمر بلحظات يأس كثيرة، عندما تجد أنها لم تحقق الهدف، إعلم أنك طالما لم تحقق هدفك، فهناك شيء ينقصك، إبحث عنه، فكر ماذا ينقصك، أنظر للطريق التي سلكتها، وابحث عن كل التفاصيل، لأنك بالتأكيد ستجد بعض النقص، ستجد أخطاء كثيرة، تعلم من أخطائك وأكمل طريقك، ولا تستسلم إطلاقا لليأس، كأنك شخص جائع ولم يأكل من وقت طويل، وأمامك طاولة مليئة بالخيرات، ولكن بينك وبينها حائط من الزجاج، عليك تحطيمه، إذا استسلمت ستموت جوعا، وفرصتك للنجاح ستكون صفرا، ولكن إذا حاولت ستصبح فرصة نجاحك 50% يعني أكبر بكثير من النسبة التي كانت عندما استسلمت، ومع كل خطوة تخطوها، تزيد النسبة، إلى أن تكسر الحاجز أمامك وتحقق هدفك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *