استراتيجيات تعلم اللغات كأي شيء آخر، تحتاج إلى بعض الوقت قبل تعلم لغة جديدة وهناك عقبات أمام تعلم لغة جديدة عليك؛ فقد أظهرت الدراسات أن السبب الأساسي في عدم طلاقة البعض في تحدُّث ما يتعلَّمون من لغات لا يرجع إلى العُمْر أو الموهبة أو الموارد، ولكنه يرجع إلى عدم استمرارهم في التَّعلُّم لفترة طويلة. ورغم الفوائد الكبيرة لتعلُّم لغات جديدة، ومنها تحسين الذاكرة وتأخير الإصابة بخَرَف الشيخوخة، فإننا لا نُولِي هذا الأمر الاهتمام الكافي الذي يستحقُّه.

عقبات أمام تعلم لغة جديدة ثمة عقبات أمام تعلم لغة جديدة تُواجِه المتعلمين وينبغي الاستعداد لمواجهة تلك العقبات قبل ظهورها:

اقرا ايضا : تعلم لغة جديدة نصائح مهمة لتسرع التعلم

الإحباط

الإحباط أول عقبة تواجهك في مرحلة التعلُّم، وهو طبيعيٌّ جدًّا؛ لأنك تضغط على منطقة راحتك “Comfort Zone”، وتحاول الوصول إلى ما هو أبعد ممَّا اعتدت عليه. وعند هذه النقطة، يتوقف الكثيرون عن التعلُّم؛ لأنهم لا يدركون الأمر جيدًا.

وللتغلب على الشعور بالإحباط، يجب أن ندرك أنه بمجرد الانتهاء من مرحلة الإحباط، تصير عملية التعلُّم أكثرَ سهولة وإمتاعًا؛ فالإحباط شعور مؤقت، وممَّا يميز الناجحين عن الفاشلين قدرتهم على تخَطِّي الإحباط. والطريقة المُثلى لتخَطِّي الإحباط أن تتدرَّج خُطوةً بخطوة، لا أن تخوض تحدِّيًا كبيرًا لا تأمن عواقبه. على سبيل المثال، إذا كان هدفك أن تكون متحدثًا جيدًا للغة الإسبانية، ولم تكُن تُتقِن منها حرفًا واحدًا، فاجعل هدفك الأول حفظ عشر كلمات من أكثر الكلمات شيوعًا في اللغة الإسبانية؛ ثم احتفل بإنجازك الصغير هذا، وارفع سقف أهدافك تدريجيًّا.

غياب الاهتمام أو الهدف

بينما تستطيع التغلب على معظم الصعوبات بحلول بسيطة، فإن غياب الاهتمام والهدف ينبع من داخلك. ودون رغبة داخلية في التعلُّم، لن يُجدِيَ المال أو الموارد أو الإستراتيجيات في مساعدتك في الوصول إلى مستويات جيدة.

ولتطوير إستراتيجية تحديد الأهداف، أجب عن الأسئلة الآتية:

ما الفرص التي تُتاح لك من خلال التحدُّث بطلاقة؟
ما الذي يمكنك فعله إذا تمكَّنت من تحدث هذه اللغة بطلاقة في الوقت الحالي؟
كيف يكون شعورك عندما تصل إلى مرحلة الطلاقة في تحدث هذه اللغة؟
قد تتمكن من التواصل بشكل أفضل مع صديق يُتقِن هذه اللغة، وقد تحصل على ترقية في عملك، أو قد تُتاح لك فرص وظيفية أفضل. كذلك، يمكنك السفر إلى بلاد يتحدث أهلها هذه اللغة، ومن ثم تتعرف على أصدقاء جدد، وتكتسب ثقافات جديدة.

مقال ذو صلة: 12 فائدة تجنيها من تعلم اللغات

التكلفة

التكلفة المادية مشكلة كبيرة للكثيرين عندما يتعلق الأمر بتعلُّم لغة جديدة، ولكنك -دائمًا- تحصل على ما تدفع مقابله. لا يعني هذا أن الوسائل المجانية ليست فعَّالة، بل يعني أنك إذا أردت أن تحصل على نتائج ملموسة ومستمرة، فاستعِن بشخص يتحدث اللغة التي ترغب في تعلُّمها، والأفضل أن يكون مُتخصِّصًا فيها. وهذا لا يعني أن تسافر إلى الخارج لتتعلم اللغة التي تريدها؛ فالتكنولوجيا الإلكترونية المتطورة الآن تُمَكِّنك من تعلُّم اللغات من منزلك وأنت أمام شاشة الحاسوب.

وهناك منصات إلكترونية تتيح لك تعلم اللغات الأجنبية مقابل مبالغ زهيدة، ويكون التعلُّم على يد متخصصين يُختَارون بما يناسب احتياجاتك؛ من أجل تسريع وتيرة التعلم.

قلة الوقت

الوقت سلعة ثمينة، خاصةً في ظِلِّ ظروف العمل، والحياة الاجتماعية، ومتطلبات الأسرة. حتى إن كان لديك بضع ساعات، فآخر ما ترغب فيه هو الذهاب إلى مركز لتعليم اللغات، أو مقابلة مدرس خاصٍّ! ولكنَّ الحقيقة أنك لا تحتاج لأكثر من 30 دقيقة أو أقلَّ أسبوعيًّا لتتعلم لغة جديدة، وأيسر طريقة للقيام بهذا الأمر أن توفر الوقت الضائع في الانتقال عبر وسائل المواصلات المختلفة. فبدلًا من الانتقال إلى مركز لتعليم اللغات في مدينتك، ابحث عن مُعَلِّم عبرَ الإنترنت؛ فسوف يوفر لك هذا الكثيرَ من الوقت.

عدم الشعور بالتقدم

إذا لم نتطور، فهذا هو الموت بعينه! ينبغي لنا أن نتحسَّن وننمو دائمًا! ولا بد من تطبيق هذا الأمر عند تعلُّم اللغات؛ فينبغي أن تكون هناك تقارير وسجلات شهرية تُبيِّن التقدم الذي أحرزتَه في التعلم، ومدى التطور في المهارات وطريقة النطق والثقة عند التحدث باللغة الجديدة. هذه أفضل وأسرع طريقة لتحفيزك، ولتتخلَّص من الإحباط الذي قد يُوقِفك عن التعلُّم.

مقال ذو صلة: عشرة مواقع تساعدك في تعلُّم اللغات

غياب المساءلة

لا ينطبق هذا الأمر على تعلُّم اللغات فقط، ولكنه ينطبق أيضًا على كل شيء؛ ومن ذلك الصحة، واللياقة البدنية، والتغذية، والعمل؛ وغيرها.

يدفع الرياضيون ورجال الأعمال الكثيرَ من الأموال سنويًّا ليحصلوا على خدمات مُدرِّبين ومديري أعمال؛ لأنهم يعرفون أهمية وجود مُتخصِّص يراقب أداءهم ويُوجِّههم إلى الطريق الصحيح. ويبدو هذا الأمر جليًّا عندما نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية؛ إذ يزداد التحفيز عندما يكون هناك شريك يتبادل معنا ممارسة التمارين المختلفة.

وقد أظهرت دراسة أُجْرِيت على العديد من مُتعلِّمي اللغات عدمَ فاعلية تطبيقات الهاتف المحمول المجانية في الوصول إلى نتائج دائمة، ويرجع السبب في ذلك إلى غياب التحفيز.

ولا شَكَّ أننا نتعلم اللغات من أجل التواصل مع الآخرين، وليس هناك سبب آخر. لذا، ابحث عن شريك يُوفِّر لك التحفيز والمساءلة؛ من أجل تحقيق غايتك. قد يكون هذا الشريك صديقًا، أو أحد أفراد العائلة، أو مُدرِّبًا عبر الإنترنت.

هذه عقبات أمام تعلم لغة جديدة يجب أن تتعامل معها؛ لكي تحقق مرادك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *