كل علاقة حياتية، سواء أكانت علاقة صداقة أم علاقة أسرية أم علاقة عاطفية أم علاقة عمل، عُرضة للتحطم والانتهاء نتيجة للصراعات. ولا يَكْمُن الحل في تجاهل الصراع أو محاولة البحث عن علاقات مع أشخاص مثاليين. ولكن يجب أن نتعامل مع المشاكل التي نواجهها حتى لا تتفاقم. وفي جميع علاقاتنا، الشيء الوحيد الذي نستطيع تغييره هو أنفسنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين. وفي المقابل، لا يمكن أن نتوقع أننا نستطيع تغيير الآخرين، ولكننا نستطيع أن نتعلم كيفية التعامل مع العلاقات بطريقة تعزز الانسجام وتقضي على الصراع. ولا شك أن القدرة على حل الصراعات في العلاقات هي واحدة من أهم المهارات الحياتية التي يجب تطويرها.

رؤية الأمر من وجهة نظر الطرف الآخر

عند مواجهة أمرٍ صعبٍ، من المهم النظر إلى المشكلة من وجهة نظر الطرف الآخر. وهذا الأمر لا يعني أن تكون مجبرًا على الموافقة على وجهة نظره، ولكنه يعني محاولة تناول المشكلة من منظور مختلف. وتتمثل فائدة هذا السلوك في فهم دوافع الطرف الآخر، وهو ما ينعكس على رد فعلنا ويجعلنا أكثر تفهمًا وأكثر اعتدالًا في التعامل مع الأمور. فعلى سبيل المثال، عندما يتعامل الوالدين مع ابن صعب المراس، فيجب أن يأخذوا وجهة نظر هذا الابن في الاعتبار.

التسامح

أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الصراع في العلاقات هو عندما نتوقع من الطرف الآخر التصرف على نحو معين، وتنشأ المشاكل حينما يتصرف الطرف الآخر على نحو مخالف لتوقعاتنا. ويجب أن نكون أكثر تسامحًا وأن نتفهم قدرات من نتعامل معهم وحدود إمكانياتهم. وأيضًا، يجب أن نحترم قراراتهم ونتيح لهم حرية الاختيار، حتى ولو لم نتفق معهم.

السيطرة على الغضب

إذا تعاملنا مع أي موقف بغضب، فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة، فالغضب هو تجسيد لسلوك عدواني يجب كبح جماحه. فعند شعورك بالغضب، فالطريقة المثلى هي تجنب الحديث أو الجدل مع الآخرين. بل على العكس، يجب أن تهدأ أولًا قبل مواجهة الطرف الآخر. وبالمثل، إذا شعرت أن الطرف الآخر يتصرف بطريقة غاضبة، يجب عليك أن تحاول امتصاص غضبه، وخير وسيلة لذلك هي الصمت.

مقال ذات صلة : كيف تسيطر على غضبك

تقدير الانسجام والتناغم مع الآخرين

إذا كنا حقًّا نقدِّر التناغم في العلاقات، فسوف نستطيع تحقيقه. أما إذا سيطرت الأنانية على العلاقة، فسوف تنشأ الصراعات لا محالة. ولكي تنمو العلاقات وتزدهر، يجب أن نحرص دائمًا على التفكير في أهمية الانسجام والتناغم في علاقاتنا بالآخرين.

المشاركة

السر الحقيقي للاحتفاظ بعلاقات جيدة هو مشاركة الطرف الآخر في أفراحه وأحزانه والحرص على عدم إيذاء مشاعره. وبدون هذا الإحساس، سوف تتأثر العلاقات سلبيًّا، وقد تسود مشاعر التكبر والغَيرة وعدم الإحساس بالأمان.

الأنانية وعدم الشعور بالأمان

عندما يسود الشعور بعدم الأمن، يصعب الاحتفاظ بعلاقات جيدة، وقد ينعكس هذا الأمر علينا بشكل سلبي ويجعلنا نصدر أحكامًا خاطئة على الآخرين وننتقد تصرفاتهم، حتى يتولد لدينا إحساسٌ خادعٌ بالأمان. وفي المقابل، عندما يكون الإنسان متصالحًا مع ذاته، سوف تكون علاقاته مع الآخرين جيدة. ويتمثل الحل في العمل على أنفسنا ومحاولة بناء نوع من التوازن والسلام الداخلي، وهو الأمر الذي سوف تنعكس آثاره على جودة علاقاتنا بالآخرين.

الحوار

لا شك أن الحوار هو الوسيلة الأكثر فعالية للتعامل مع المواقف الصعبة. وعلى الرغم من ذلك، فهناك بعض الأمور التي يجب أن تظل طي الكتمان ما لم تتطلب الضرورة خلاف ذلك. ويجب أن يدور الحوار حول النقاط الإيجابية التي يوجد اتفاق عليها.

اقرا ايضا : نصائح فعالة للتعامل مع المحادثات الصعبة

التجاوز عن الأخطاء البسيطة

لا شك أن ارتكاب الأخطاء عادة بشرية، وليس ثمة إنسان بدون أخطاء. وإذا لم تكن لدينا القدرة على التسامح بشأن الأخطاء البسيطة، فماذا سوف تفعل بشأن الأخطاء الكبيرة. ويجب علينا أن ندرك أن الأخطاء هي وسيلة فعَّالة للتعلم.

مناقشة المشاكل

على الرغم من أننا قد نشعر بعدم رغبة في عرض أخطاء الآخرين والتحدث عنها، إلا أنه عندما يتكرر الخطأ أكثر من مرة، فيجب علينا أن نلفت نظر الطرف الآخر بطريقة لطيفة تخلو من أي نقد أو انتقاص من كرامته، بل يجب أن نوضح له كيف أن سلوكه قد تسبب في إيلام الآخرين ولا نصر على جعله يشعر بالذنب نتيجة لخطئه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *