نجد أن القدرة التنافسية تستند إلي مجموعة معايير حيث أنها تربطها علاقات متداخلة فيما بينها فكل معيار يعتبر ضروري لأنه يوضح جانبا من القدرة التنافسية ويبقي المؤسسة صامدة في بيئة مضطربة ولكنه لا يكفي بمفرده. وعلى خلاف التنافسية اللحظية فإن القدرة التنافسية تختص بالفرص المستقبلية وبنظرة طويلة المدى من خلال عدة دورات استغلال.

عوامل التنافسية

هناك ثلاث عوامل أساسية تحد درجة المنافسة وهي

  1. عدد المؤسسات التي تتحكم في المعروض من منتج معين فكلما زاد عدد المؤسسات كلما ازدادت شدة المنافسة بينهما والعكس بالعكس صحيح.
  2. سهولة أو صعوبة دخول  بعض المؤسسات إلي السوق فكلما كان من السهل دخول بعض المؤسسات الجديدة لإنتاج وتسويق منتج معين كلما زادت شدة المنافسة والعكس صحيح.
  3. العلاقة بين حجم المنتجات التي يطلبها الأفراد في السوق وتلك الكمية التي تستطيع المؤسسات تقديمها وعرضها من هذه المنتجات فكلما زاد المعروض من المنتجات عن المطلوب منها كلما زادت شدة المنافسة والعكس صحيح.

أهمية التنافسية

يوفر النظام الاقتصادي العالمي الجديد المتمثل بتحرير قيود التجارة العالمية تحديا كبيرا وخطرا محتملا لدول العالم أو بالأخرى شركاته وخاصة تلك الموجودة في الدول النامية إلا أن هذا النظام يشكل فرصة للبلدان النامية إن أمكن الاستفادة منه.

إن أهمية التنافسية تكمن في تعظيم الاستفادة ما أمكن من المميزات التي  يوفرها الاقتصاد العالمي  والتقليل  من سلبياته ويشير تقرير التنافسية العالمي إلي أن الدول الصغيرة أكثر قدرة علي الاستفادة من مفهوم التنافسية من الدول الكبيرة حيث تعطي التنافسية الشركات في الدول الصغيرة فرصة للخروج من محدودية السوق إلي رحابة السوق العالمي.

وفي الوقت الحالي  الشركات هي التي تتنافس وليست الدول حيث يرتبط مستوى معيشة دولة ما بشكل كبير بنجاح الشركات العاملة فيها وقدرتها علي اقتحام الأسواق الدولية من خلال التصدير أو الاستثمار الأجنبي المباشر.

معايير الحكم على جودة الميزة التنافسية

تتحدد بثلاثة ظروف هي:

1/ مصدر الميزة

نميز بين نوعين من المزايا وفقا لهذا المعيار:

  • مزايا تنافسية منخفضة: تعتمد علي التكلفة الأقل لقوة العمل والمواد الخام وهي سهلة التقليد نسبيا من قبل المنافسين.
  • مزايا تنافسية مرتفعة: تستند إلي تميز المنتج أو الخدمة السمعة الطيبة أو العلامة التجارية العلاقة الوطيدة بالعملاء وتتطلب هذه المزايا توافر مهارات وقدرات عالية المستوى مثل تدريب العمال.

2/ عدد مصادر الميزة التي تمتلكها المؤسسة:

إن اعتماد المؤسسة على ميزة تنافسية واحدة يعرضها إلى خطر سهولة تقليدها من قبل المنافسين لذا يستحسن تعدد مصادر الميزة التنافسية لكي يصعب على المنافسين تقليدها.

3/ درجة التحسين التطوير والتجديد المستمر في الميزة:

تقوم المؤسسات بخلق مزايا جديدة وبشكل أسرع لتفادي قيام المؤسسات المنافسة بتقليد أو محاكاة ميزتها التنافسية الحالية لذا تتجه لخلق مزايا تنافسية من المرتبة المرتفعة كما يجب علي المؤسسة إن تقم بتقييم مستمر لأداء ميزتها التنافسية ومدى سدادها بالاستناد علي المعايير السائدة في القطاع كما يمكنها إثراء هذه المعايير بهدف التقييم الصائب لها ومعرفة مدى نجاحاتها وبالتالي اتخاذ القرار في الاحتفاظ بها أو التخلي عنها في حالة أنها لا تحقق هدفي التفوق علي المنافس.

استراتيجيات المؤسسة للمنافسة وإبعادها

لقد صنفت بطرق مختلفة بالرغم من وجود توافق مشترك علي مستويات الإستراتيجية في المؤسسة والتي  هي  العامة والتجارية والوظيفية.

الهدف من الإستراتيجية العامة هو تحديد ميدان عمل تكون المؤسسة فيه قادرة علي المنافسة والتفوق وزيادة عائداتها المالية.

الهدف من الإستراتيجية التجارية هو خلق ميزة تنافسية للعمل وتحديد خطط المنافسة في السوق. التركيز الأساسي في هذا المستوي هو علي  تنفيذ إستراتيجية ذات مردود عال وتنسيق اندماج الاستراتيجيات الوظيفة للعمل.

إما الإستراتيجية الوظيفية فقد تكون إستراتيجية المؤسسة في مجال الأبحاث والتطوير أو في مجال التسويق أو مجال تنمية الموارد البشرية أو غير ذلك كإستراتيجية التسويق التي قد تهدف إلي بناء علاقات قوية مع جمهور العمل (الزبائن – الشركاء – والموزعين) وتوفير المنتجات الملائمة أو ما أشبه. مهما كان مستوى الإستراتيجية فالأبعاد الأساسية لها هي ثلاثة: محتوى الإستراتيجية وتشكيلها وتنفيذها.

محتوي الإستراتيجية يشير إلى تخطيط وتحديد العلاقات والعروض – والتوقيت – ونمط توزيع الموارد من اجل الوصول ميزة تنافسية (كالزيادة في الأسعار أو التميز في الخدمات). عملية تشكيل الاستراتيجية تشير إلى النشاطات التي تقحم المؤسسة نفسها بها لتحدي محتوى الإستراتيجية (كالقيام بتحليل أوضاع المنافسين أو تحليل أوضاع السوق). تنفيذ الإستراتيجية يعود إلى التحركات والمبادرات داخل المؤسسة وخارجها لتفعيل الإستراتيجية (كأنظمة الرقابة وآليات التنسيق).

مقالات ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *