العديد من الوحدات الإنتاجية اليوم تعاني من إرتفاع تكاليف المنتج وينعكس هذا الامر علي هامش الربح في النهاية فأما أن صانع السلعة يضطر لرفع سعرها وهذا يفقده إحدي الميزات التنافسية الهامة، أو يضطر لتخفيض هامش الربح والذي ينعكس بدوره على باقي سلسلة العمل وقد يؤثر في جودة المنتج، ربما يبدو أن الأمر صعب وخاصة إذا كنت صاحب مشروع وتعاني من هذه المشكلة، والهدف من بحث اليوم هو وضع حل جذري يساعد أصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة في تقليل التكلفة النهائية لمنتجاتهم ورفع ميزات المنتج التنافسي.
اقرا ايضا : عموميات حول الميزة التنافسية
إستراتيجية التقدم
ومن أكثر الاستراتيجيات والمعايير التي أثبتت فاعليتها في مجال تخفيض التكلفة ورفع الميزات التنافسية كانت سلسلة القيمة التي وضع معاييرها مايكل بورتر، والتي تحدث عنها في كتاب “الميزة التنافسية m.porter 1980″ والتي تهدف لتحقيق الارباح المادية وزيادتها بالدفع بالمزيد من الميزات التنافسية في حلقة بسيطة لأدارة موارد وأصول المؤسسة فيما يعرف بسلسلة القيمة.
حسناً ، ما هي الميزة التنافسية ؟
عرف مايكل بورتر الميزة التنافسية في كتابه على أنها “العمل على إكتشاف طرق جديدة اكثر فاعلية من التي يستخدمها المنافسين، والدفع بالمؤسسة لتقديم هذه الطرق المكتشفة بصورة واقعية“
مقال يهمك : القوى الخمس لبورتر
ويعرفها الدكتور نبيل مرسي خليل بأنها “هي العنصر الدافع لتفوق المنظمة على منافسيها، وهي تتحقق جراء إتباع المؤسسة إستراتيجية محددة في التنافس تحوي الطريقة والميدان والأساس القائم على التنافس” كما جاءت في كتاب “المدير الإستراتيجي 2006″ .
حسنا ها قد تعرفنا على الميزة التنافسية، ولكن كيف يمكن لمؤسسة ان تحدد وتنمي ميزاتها التنافسية بحيث تحقق عوائد مادية أعلي؟ الميزة التنافسية تحتاج لتطبيقها خطة واضحة وهذا الخطة هي ما عرفها بورتر بسلسلة القيمة.
للمزيد من المعلومات عن الميزة التنافسية يمكنك الرجوع لمقال عموميات حول الميزة التنافسية
ما هي سلسلة القيمة؟
سلسلة قيمة مبسطة
.عرف برتر سلسلة القيمة بأنها “عدد من النشاطات المرتبطة بعضها البعض وهي ضرورية لتصنيع البضائع والخدمات، تبدأ من الخامات والمواد الاولية وتنتهي في يد المستهلك النهائي“
بينما عرفها الدكتور عبد الرحمن عليان “هي متابعة مجموعة الانشطة بأسلوب التحليل الاستراتيجي للتكاليف والتي تسهم في توضيح اسباب حدوث التكاليف لهذه الانشطة“.
ببساطة يمكن تفسير سلسلة القيمة علي أنها هي أسلوب منهجي يهدف لتطوير الميزات التي تجعل المنتج علي قدر عالي من التنافسية وهي تشمل كل العمليات التي قد يمر بها المنتج بداية من التصميم وإنتهاء بالتوزيع والمستهلك، تقوم في الأساس على الدراسة الواقعية لمدخلات الشركة ومخرجاتها، مع إختيار وتدريب العناصر البشرية المناسبة القادرة على الالتزام بتنفيذ هذه الاستراتيجية وتحقيق أعلي عائد ممكن من المنتج وأعلى جودة مع الحد من التكاليف في العمليات المختلفة.
ولكن هذا هو التعريف، ما هو الهدف؟
بالتأكيد الربح، ولكن هذا هو الهدف المجمل والشامل، الا أن هناك أهداف إستراتيجية ميدانية تقود الي هذا الهدف في النهاية وهي:
- إنتاج منتجات بجودة تنافسية من خلال التكامل ما بين القطاعات الكلية في الشركة، والتكامل مع الشركات الاخري التي قد تقدم الدعم للمنتج، ما يدعو الي تعاون الجميع داخل المنظمة الواحدة، والتعاون مع المنظمات الاخري التي تدعم المشروع.
- العمل علي تأكيد المصلحة لكل المترابطين في السلسلة، بداية من مستلم المواد الأولية وإنتهاء ببائع التجزئة والمستخدم، كما تشمل المصلحة الأطراف الخارجية الداعمة للمشروع.
- وضع منهج مشترك للتعامل ما بين مقدم المنتج الخام والمستهلك، والربط بينهم في السلسلة التي يقودها المصنع، ما ينتج عنه تواصل بين كافة الاطراف ووضوح في الأهداف، يساعد على تقليل التكلفة وزيادة الكفاءة.
حسناً هناك تساؤل جديد هام، هذه هي الأهداف ولا بأس، ولكن ما أهمية هذه الأهداف؟
ما نبحث عنه بالضبط، فالهدف منها هو تقليل تكاليف عملية التشغيل وتقديم المنتج بجودة إعلي ما يحقق مصلحة كافة الأطراف في العملية الإنتاجية، ويمكن تقسيم هذه الاهداف في نقاط كما يلي.
- تحليل سلسلة القيمة يهدف لتخفيض تكلفة العمليات.
- يعطي المنظمة القدرة على تنظيم أداءها ومتابعة اداء كل إدارة على حده.
- رؤية واضحة لإدارة المنشأة للفرص التي من الممكن انتهازها.
- مساعدة المنشأة على إتخاذ القرارات بصورة أفضل.
- معاينة مؤشرات الأداء والوقوف على مناطق الضعف بالمؤسسة.
value-chain
أهداف هامة اليس كذلك، ليس هذا كل شيئ ولكن علينا أن نتعمق أكثر لنقف علي الأنشطة والحلقات المترابطة في سلسلة القيمة.
قسم الدكتور مايكل برتر إنشطة سلسلة القيمة إلي نقاط واضحة يمكن متابعة كل واحدة منها علي حدا، ووضع أثنان من التصنيفات الرئيسية وهم أنشطة المؤسسة الرئيسية وأنظمة المؤسسة المساعدة او الانشطة الفرعية.
الأنشطة الرئيسية في سلسلة القيمة :
- المدخلات: تبدأ بالتصميم للمنتج ثم الأمور التي تتعلق بالمواد الخام وأماكن تخزينها وكيف يتم إستلامها وتخزينها، وكيف تنقل داخل المنشأة وكيف يتم فحصها.
- التشغيل “العمليات”: وتشمل هذه المرحلة كل ما يتعلق بتشغيل وإدارة المادة الخام المدخلة وإنتهاء بالتغليف، حيث تشمل العديد من القطاعات ومنها التشغيل والقياس والتجميع والتغليف، والتسليم ومتابعة الإنتاج وخدمة المستهلك.
- المخرجات: تشمل المنتج النهائي وعمليات توريدة، وهي من أهم الأنشطة التي يجب على الشركة الاهتمام بها، حيث يتم وضع خطة للتوزيع من قبل متخصصين.
- التسويق للمنتج: العنصر الاساسي في العملية برمتها، التعريف بالمنتج وتلبية إحتياجات العميل هي الهدف الاوحد للمنظمة، يجب التواصل مع العميل للوقوف على إحتياجاته ورفع الميزات التنافسية للمؤسسة.
- خدمة المنتج: وهي ما تعرف من قبل الكثيرين بخدمة ما بعد البيع، وتعد من احدي أكبر الميزات التنافسية التي ترفع من أسهم الشركات الكبرى.
سلسلة القيمة
تلك هي الانشطة الرئيسية التي تعد ركائز العملية الصناعية أما ما يلي فهو الانشطة الفرعية المساندة، والتي تعد في الوقت الحاضر واحدة من أهم العناصر التي تدعم الميزات التنافسية لمؤسسة وتميزها عن مؤسسة ومنتج أخر.
الانشطة الفرعية
- إدارة المشتريات: مهام الادارة متنوعية وتقوم عليها معظم العمليات في الشركة او المصنع، فهي التي تقوم بشراء المواد الاولية وتوفير الادوات والآلات المستخدمة في العملية الصناعية، في حالة كانت الادارة على درجة عالية من الكفاءة كانت قادرة علي توفير أجود الخامات والالات بأقل الاسعار مما يساعد في خفض التكلفة وتوكيد جودة المنتجات.
- التكنولوجيا والجودة: وهما عنصران لا غني عنهم في العملية الصناعية، الارتفاع بكفاءة المنتجات وتقديم المبتكرات الجديدة التي تحقق متطلبات العميل هي قمة التميز، وهنا يجب الاشارة إلى أن شهادات دولية مثل الايزو والالتزام بمعايير الجودة الشاملة ميزة جيدة من الميزات التنافسية التي تضعها معظم الشركات في الاعتبار.
- إدارة الموارد البشرية: أهم وأدق عنصر من عناصر العملية الصناعية هو العنصر البشري، كلما زادت كفاءة العامل والمهندس والادراي زادت كفاءة المؤسسة ككل، وتعد الموارد البشرية عنصر ربط في سلسلة القيمة.
- التنظيم القاعدي للمؤسسة : يجب علي القائد لمؤسسة ما تقدم منتج سواء مادي أو عيني الوقوف على مواطن الضعف في هذه المؤسسة والقدرة علي التغيير والتدريب السريع للعناصر المسببة لهذا الضعف، كما أن قيادة المؤسسة تكون قادرة على فهم الطبيعة البيئية التي تعمل فيها المؤسسة، وقادرة علي الاعتراف بوجود أخطاء وحلها، وخلق روح تنافسية شريفة بين موظفيها عن طريق تقديم المكافآت والمنح.
في الختام أري شخصيا أن دراسة استراتيجيات و تحليلات مثل سلسلة القيمة هو أمر أكثر من هام وضروري لأي مستثمر أو صاحب رؤيه في مجال أعمال يبحث عن بداية على أسس سليمة لمنتجه و ضمان إستمراريته .
هل تتأثر سلسلة القيمة بانخفاض الطلب على منتج معين إلى النصف ؟؟
بالتأكيد فإنخفاض الطلب عامل مؤثر في التنافسية و هامش الربح وعليه نعود لنقطة البداية بالمقال
للمزيد من المعلومات يمكنك تحميل التحليل الاستراتيجي للتكاليف pdf من هنا
ما شاء الله ، شغل كويس خالص يدل على الاهتمام والاجتهاد …. مزيد من الاجتهاد والتقدم