التاجيل والمماطلة

هل وقع و أن حددت هدفا أو مجموعة أهداف للعام الجديد، لكن قلت غدا سابدأ في إنجازها و لم تفعل؟

و في الغد قلت أيضا غدا أنطلق لكن بقيت هكذا إلى أن انتهت السنة ثم رددت العبارة المشهورة: .

يا ليتني بدأت منذ اليوم الأول، لو فعلت لكنت الآن قد أنجزت الهدف

من بين الفروقات بين الناجحين عن غيرهم هي خاصية الإلتزام، فعندما يقررون فعل شيء ما لا يتوقفون أبدا حتى يصلون إلى خط النهاية. لكن لا تقلق أنت أيضا يمكنك أن تكتسب هذه العادة!

العادة

أولا، أود إطلاعك على خبر جيد و هو أن المماطلة والتسويف هي عادة مكتسبة، لا أحد يولد كذلك و إنما يكتسبها فيما بعد. لذا فلا تقلق رغم أن أكثر من 80 بالمائة من العادات التي تتوفر عليها اليوم قد قمت باكتسابها في سن 10 إلى 12 سنة. و المعلومة الأخرى التي أود إطلاعك عليها هي أن العادة يمكنك تعويضها بعادة أخرى عن طريق التكرار.

ثانيا، هناك عادات بسيطة و عادات معقدة، العادة البسيطة يمكنك اكتسابها في مدة 21 يوما، أما العادة المعقدة فيمكنك اكتسابها في حدود 66 يوما.

إذن، بما أنك صرت الآن واعيا أن المماطلة هي مجرد عادة قمت باكتسابها، فيبقى أن تقرر و تعزم بقوة على التخلص من هذه العادة السيئة لتنتقل إلى مرحلة الإدراك و الوعي، ثم الرغبة في التغيير.

قيم نفسك

خذ ورقة و قلما، ثم ارسم جدولا يتوفر على 21 خانة (خانة لكل يوم، 21 يوما)، ضع خانة أخرى للأعمال اليومية المهمة التي عليك القيام بها، و خانة ثالثة للحصيلة و التقييم و الملاحظات.

في نهاية اليوم انظر خانة المهمات هل قمت فعلا قمت بإنجاز في وقتها المعلوم، ثم ضع تقييما في خانة التقييمات، فإن كنت راض عن ذلك امنح نفسك ثلاث علامات، و إن لم تكن راض امنح نفسك علامة واحدة، و إن كنت متوسطا امنح نفسك علامتين، أما إذا لم تقم بالعمل فضع علامة صفر. و في نهاية الشهر إذا وجدت أنك تتوفر على أكثر من ستين نقطة فاعلم أن مستواك جيد، أما إذا كان أقل من ذلك فعليك إعادة البرنامج مرة أخرى و لكن حسن من مستواك بشكل أفضل في المرة القادمة.

نصائح عملية

  • اتبع قاعدة “اقتل الوحش و هو صغير”: عندما تماطل للمرة الأولى قم بالتخلص من ذلك لأنه لازال في البداية و لا تنتظر إلى أن تتمكن منك هذه العادة السيئة
  • قسم الأعمال الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يمكنك السيطرة عليها و إنجازها بسهولة، سيسبب لك هذا رغبة و حماسا
  • ابدإ العمل، عندما يكون لديك عمل عليك إنجازه ابدأه و لو بالقيام بمجرد شيء بسيط، قم بالخطوة الأولى و سرعان ما ستتلوها خطوات أخرى
  • حدد أولوياتك و ضعها في لائحة، لا تهتم بما ليس لديه أهمية على حساب الأشياء المهمة التي عليك إنجازها
  • انظر لنفسك بطريقة إيجابية و لا تحتقر نفسك أبدا
  • تدرب كل يوم على بذل مجهود و لو صغير في مقاومة المماطلة
  • عود نفسك على عادة الإنتقال للفعل و التطبيق مباشرة، لا تتأخر
  • تحكم في محيطك، لأنك إن كنت محاطا بأشخاص كسالى و يغلب عليهم التسويف و المماطلة فسيأثر ذلك فيك من دون شك
  • ضع لائحة للأشياء التي عليك إنجازها خلال اليوم، و في نهاية اليوم ضع تقييما، ثم حسن من أدائك في اليوم الموالي

و أخيرا، التخلص من التسويف و المماطلة يحتاج إلى بذل الجهد، ثم الصبر والإصرار حتى ترويض النفس و إكسابها العادة الجديدة. التغيير الحقيقي ينبع من الداخل، من داخلك أنت و برغبة منك أنت، فانطلق الآن و لا تكتفي الإنتظار و الترقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *