كم عدد المرات التي تبقى فيها في مكتبك تعمل في المساء؟ الكثيرون يمضون ساعات طويلة في العمل لكنهم غالبا لا يكونون منتجين بشكل كبير، أو بمصطلح آخر، لا يعملون بذكاء كبيره من المؤكد أنك قد سمعت مقولة الكيف لا الكم هوما يهم، وهذا حقيقي تماما فيما يتعلق بوقتك الذي تقضيه في العمل.
أي شخص يمكنه قضاء وقت أكثر من زملائه في العمل وينظر إليه على أنه مدمن على العمل. إن العمل بذكاء وقيم أخلاقية قوية يختلف عن أن تكون مدمنا على العمل. لدينا جميعا في العادة الكثير لنقوم به في وظائفنا، مع قائمة طويلة للمهام المراد تنفيذها وكل أنواع الأهداف لتحقيقها. التحدي هو أن تنجز العمل المهم وتحتل القمة في عملك دون أن تضطر للعمل إلى وقت متأخر في المساء أو في نهايات الأسبوع. وتلك ليست بالمهمة السهلة.
يكمن السر في أن تستخدم عقلك ووقتك بحكمة، وأن تقوم بخيارات واعية بخصوص ما تركز عليه ومتى ولكم من الوقت. العمل بذكاء قد يتضمن كذلك توسيع كيفية مشاركتك عملك مع الآخرين – تفويض آخرين في المهام كلما كان الأمر مناسبا وممكنا.
العمل بذكاء يصبح تحقيقه أسهل إن كنت تأمل بصدق أن توازن ما بين عملك وحياتك وأن تغادر العمل في موعد الانتهاء الرسمي ليوم العمل أو في موعد قريب منه – على سبيل المثال، مغادرة العمل في 6 مساء في شركة حيث موعد الانتهاء الرسمي ليوم العمل في 5 أو 5.30 مساء، بدلا من المغادرة بعد الثامنة مساء على نحو منتظم، ولا يكون لديك وقت أبدا لتقضيه مع أطفالك الصغار. أعرف العديد من الآباء، وبعض الأمهات، الذين يغادرون المنزل في الصباح بينما لا يزال الظلام مخيما ويصلون في المساء عندما يكون أطفالهم نائمين. فما الذكاء في ذلك؟
جميعنا في حاجة إلى أن نخلق انطباعا مميزا وأن نبذل الجهد في وظائفنا خاصة عندما نشعر أن وظيفتنا قد لا تكون مضمونة، لكن هذا لا يجب أن يكون على حساب العمل بطرق من الممكن أن تعتبر غير فعالة وتتركك عالقا في المكتب.
استهدف فعل الأشياء الصحيحة بشكل جيد
هناك تعريف للتمييز، وهو تنفيذ تلك المهام التي تكون صحيحة أو لازمة، والقيام بتلك المهام بالطرق المثلى والأكثر فاعلية. وبعبارة أخرى، التميز هو فعل الأشياء الصحيحة وأن نفعلها بالطريقة الصحيحة. في عالم مثالي، الشخص الناجح حقا في العمل سوف يفعل هذا فقط وسيتجنب الوقوع في أي من الخطأين التاليين:
- أداء المهام الصحيحة لكن بطريقة خاطئة.
- القيام بالمهام الخاطئة بشكل صحيح.
عندما تراقب الزملاء، خاصة أولئك الذين لا يؤدون بشكل جيد، سوف تلاحظ أن كلا منهم مذنب بأحد أو كلا هذين الخطأين. وللتأكد من أنك لن تسقط في ذات الفخ، كن على استعداد دوما لأن تطرح على نفسك سؤالين:
- هل هذا الهدف أو المهمة من اللازم تنفيذه بالفعل؟
- هل هذه هي الطريقة المثلى لأداء أو تنفيذ هذه المهمة؟
لا تضيع الوقت على مهام سهلة لكن غير مهمة
راقب كيف تقضي يوم عملك. هل تقضي وقتا أكثر من اللازم في اجتماعات ليس عليك حقا حضورها وحيث بإمكانك رؤية قيمة هامشية في حضورك؟ هل تعمل على تنفيذ مهام بسيطة ربما تستغرق الكثير جدا من الوقت والتي من الممكن أن تفكر في تفويض آخرين أو الاستعانة بمصادر خارجية لأدائها؟ ربما لديك عادة أخذ وقت استراحة طويلة لتناول الغداء أو القهوة وفي نهاية اليوم تجد أنك مجبر على البقاء في المكتب لإكمال المهام الملحة. إن كانت تلك هي الحالة، فربما عليك أخذ وقت أقصر في الاستراحة.
من المثير للدهشة كيف نبدأ بعادات من المحتمل أن تصبح مضيعة للوقت. من الصعب أحيانا رؤية عاداتك وأنماطك الخاصة، ربما عليك أن تسأل زميلا مقرا عن رأيه بخصوص كيف يبدو أنك تقضي يومك وأين قد تكون غير منتج.
ربما قال لك الناس إن قضاء وقتك في أداء مهام غير أساسية معينة يمكنه أن يتيح لك فرصة عظيمة للتعرف على الآخرين وبناء علاقات قيمة. قد تكون تلك هي الحالة على الأغلب عند حضور الاجتماعات على سبيل المثال، لكن في مثل تلك الحالات عليك أن تقارن ما إن كان فعل شيء آخر قد لا يكون استخداما أفضل الوقتك.
شجع من حولك ليعملوا بشكل “ذكي”
هل أنت محاط بزملاء يبدو أنهم يعملون دائما لساعات طوال؟ ربما بدا أن إدارتك أو طابقك بأكمله يقلدون كلهم بعضهم البعض ويغادرون المكتب بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ببضع ساعات. هل يشكو زملاؤك من أن لديهم الكثير لإنجازه ولا يكون عندهم الوقت الكافي أبدا؟
يمكن أن تنال استحسان الزملاء بالجلوس معهم لاستكشاف كيف يمكنهم العمل بكفاءة وذكاء أكبر، ويمكنك حتى أن تعرض عليهم مراقبة كيفية قضائهم للوقت في يوم العمل وأن تقدم أفكارك. والأكثر أهمية، يمكنك تشجيع زملائك على محاولة مغادرة العمل في المواعيد الرسمية. لقد اعتدت على تحدي زملائي أن يهدفوا لأن يكونوا بالمنزل على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا في الوقت المحدد لتناول العشاء مع شريكهم في الحياة و / أو أبنائهم.
ماذا تفعل إن كان رئيسك هو من تشعر أنه الأكثر احتياجا للتوجيه بشأن كيفية العمل على نحو أكثر ذكاء؟ كان لدي رئيس ليس لديه أطفال وكان يبقى في المكتب في العادة حتى التاسعة مساء كل ليلة في شركة يغادر معظم موظفيها في السادسة مساء ). كان يسمح للاجتماعات بالاستمرار لوقت طويل بكل سرور ولا يبدو أنه يحترم وقت الآخرين وأعباء عملهم. أسوأ شيء أنه كان يقوم بتعليقات تهكمية على من يقرر منا مغادرة المكتب قبله. بعد العمل على هذا النحولما يزيد على العام، قررت أن الكيل قد طفح وطلبت التحدث معه. شاركته ملاحظاتي وما يحبطني وطلبت منه احترام حاجتي للموازنة بين حياتي في البيت والعمل وأن أتمكن من القيام بعمل يوم منتج للغاية وأن أغادر المكتب في 6 مساء أو ما يقارب ذلك. فماذا كان رد فعله؟ أقر بأن أحدا لم يوضح ذلك له من قبل كما قام في الواقع بالاعتذار. منذ ذلك اليوم توقف عن إشعار الموظفين بالسوء بخصوص مغادرة المكتب قبله وحاول ضمان أن يكون فريقه منتجا قدر المستطاع خلال ساعات العمل العادية.
لا يمكنك تحقيق أهدافك في العمل والادعاء بأنك ناجح إن كنت تقضي ساعات كثيرة جدا في العمل وتقضي عددا كبيرا من تلك الساعات وأنت تعمل بشكل غير منتج أو بطريقة غير فعالة.
عبر التركيز على محاولة “العمل بذكاء” وأيضا تشجيع زملائك على العمل بطرق أكثر ذكاء وعلى استخدام وقتهم بشكل أكثر إنتاجية، يمكنك أن تجعل نفسك منتجا بشكل أكبر بتحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل بينما تساعد من تعمل معهم على تحقيق نفس الأمر.
قبل أن تبدأ في التعامل مع الاستراتيجيات الثلاث في هذا المقال، حدد النفسك ما أسميه “بيان النية” والذي ينص على ما تريد تحقيقه. ربما تكون الصياغة الخاصة بك مثل ما يلي:
أتمنى أن أعمل بشكل مثمر وفعال قدر المستطاع خلال ساعات العمل الطبيعية، حتى أتمكن من مغادرة العمل في وقت معقول وألا أشعر أيضا بالحاجة لأخذ العمل إلى المنزل. سأكون حازما حسب الحاجة، وأتيح الرئيسي وللآخرين بأن يعرفوا متى تختلف توقعاتنا، على سبيل المثال بخصوص الوقت الذي يجب علي فيه مغادرة المكتب.
أعرف زميلا كتب بیانئاً مماثلاً لنفسه وألصقه في مكان بارز في مكان عمله ليراه الجميع. الحياة قصيرة للغاية لتقضي وقتا طويلا في العمل أو لتهدر الوقت بينما تكون في العمل. ستكون هناك دائما أوقات عندما ستحتاج لأن تعمل ساعات أطول من المعتاد أو تجد أن العمل على مهمة أو مشروع محدد لم يكن مثمرا للغاية (غالبا ما تكون تلك الحالة مع المهام الجديدة) – لكن يجب أن يكون ذلك الاستثناء خلال أسبوع عملك، لا الطبيعي.
مقولات عن العمل بذكاء
إن قدرتك على تدريب نفسك لوضع أهداف واضحة، ومن ثم العمل على تحقيقها يوميا، ستضمن لك نجاحك بشكل أكبر من أي عامل آخر”.
براین تريسي
العمل الجاد يصبح عادة، النوع الجاد من المرح. فإنك تشعر بالرضى عن ذاتك عندما تبذل أقصى حدود طاقتك، عالما بأن كل الجهد سيكون مثمرا” .
ماري لو ريتون
عليك تعلم قواعد اللعبة. ومن ثم عليك اللعب بشكل أفضل من أي شخص آخر”.
ألبرت أينشتاين
” الشخص العادي يضع فقط 25% من طاقته وقدراته في عمله”.
أندرو كارنيجي
“الموهبة لا تكفي أبدا، مع بعض الاستثناءات القليلة اللاعبون الأفضل هم من يبذلون أقصى جهدهم في العمل”.
ماجيك جونسون