اكثر طرق النجاح ابداعا هي إعادة تقويم ما يعنيه النجاح لك حتى تنجح في حياتك جرب ان تعمل أقل مما يعمل أي شخص عادي في المجتمع وان تفكر اكثر منه. فدرجة تطويرك لقدرتك على التفكير المختلف والخلاق تحدد إلى أي درجة تصبح ناجحا وإلى أي حد عليك أن تعمل من اجل احراز النجاح. السؤال الأول الذي عليك التفكير فيه بعمق فهو:
ماذا يعنيه لك النجاح فعليا؟
ما هو النجاح سؤال تختلف إجابته من شخص لآخر، قد يحقق شخصان اشياء متشابهة في حياتهما ولكن حتى لو حصل ذلك فإن المتفائل سيعتبر نفسه ناجحا فيما سيعتبر المتشائم نفسه فاشلا، ليس بل ان نظرة احدهم إلى النجاح تتغير حسب مراحل حياته.
إن أصعب طريقة لتحقيق النجاح هو ان تجعل شخصا آخر يحدد النجاح لك .. اضغ إلى الاصدقاء والاقارب والمجتمع ووسائل الإعلام وشركات الإعلانات، تجد نفسك متجها نحو مشكلة كبيرة وسينتهي بك الامر ان تشعر بضغط كبير وانت تحاول انجاز كل شيء كالحصول على زوج جذاب للغاية وتربية عائلة رائعة واخذ اجازات للسفر في بلاد غريبة والعيش في منزل فخم وقيادة سيارة غالية الثمن صارخة الشكل وتوفير في الوقت ذاته مبلغ كبير من المال لضمان عيشة محترمة في شيخوختك.
ان الحصول على هذه الأشياء كلها قد يكون امرا ممكنا ولكنه بعيد الاحتمال كثيرا وليس ذلك فحسب فلو ان هذه الاشياء التي انجزتها ليست ما تريده فعليا من الحياة فلن تشعر بأنك ناجح حتى لو حصلت عليها.
عليك كإنسان عاقل ان تكون متنبها لاقصر الطرق المؤدية إلى النجاح ولو سألت ما هو الطريق المختصر إلى النجاح لقلت لك إنه التفكير فأكثر فيما يعنيه النجاح لك .. في النهاية أنت تجعل نفسك ناجحا ام غير ناجح بحسب الطريقة التي تحدد فيها النجاح.
مما لا شك فيه ان اكبر غلط يرتكبه الناس هو فشلهم في تحديد معنى النجاح بالنسبة لهم. هل تستطيع على وجه الدقة ان تحدد الفرق ما بين تعريفك للنجاح وما بين التعريف المعتاد المرتبط بالشهرة والثروة. إن لم يكن لديك تعريفك الخاص فهذا يعني انه ليس عندك اهداف متميزة او احلام تسعى إلى تحقيقها.
عليك ان تكون منطقيا بالنسبة لدرجة النجاح التي تأمل ان تحرزها فاكبر عقبة تواجه الإنسان للوصول إلى النجاح هي توقعه احراز نجاح كبير. اما وضع الأهداف المنطقية فيجعل وصولك إلى النجاح اسهل وايسر. ولكن لا تتمادى في الرغبة بأن يكون طريقك سهلا للغاية. لا ينبغي ان يكون هدفك هو تحقيق كل شيء بسهولة. فعندئذ لن يمنحك التوصل إلى تحقيق هدفك بأنك انجزت شيئا كما سيجعلك تشعر بقليل جدا من الرضا.
تأكد أنك لن تشعر بالسعادة والرضا الا اذا حققت شيئا مهما وينبغي ان تكون المخاطرة وبذل الجهود جزءا من السعي للوصول إلى النتائج التي تمنحك الشعور بأنك أنجزت شيئا حقيقيا.
الجوهر في هذا ان تحدد أهدافا صعبة بعض الشيء بحيث تشكل نقطة تحول في حياتك على ان تكون هذه الأهداف متواضعة الى الحد الذي يمكن فيه تحقيقها. ففي النهاية لو حددت أهدافا متوسطة الصعوبة واستطعت تحقيق معظمها لكان ذلك أفضل بكثير من تحديد أهداف صعبة جداً لن تستطيع بلوغ أي واحد منها. يستحسن ان تأخذ في الحسبان كل أوجه حياتك وانت تحدد ما يعنيه النجاح لك، مع الحرص على التفاصيل الدقيقة حرصا شديدا.
من الضروري ان يشمل النجاح جميع الاشياء التي تجعلك سعيدا في الحياة اما هذه الأشياء فهي العمل الهادف والصحة الجسدية والعقلية والروحية والصداقة والحب والإحساس بالامان وراحة البال والحصول على وقت فراغ كبير.
اذا اردت المزيد من النجاح والسعادة فأجب عن هذين السؤالين.
ما هو النجاح؟ ما هي السعادة؟ لعله ليس عليك الا ان تواصل طرح هذين السؤالين على نفسك حتى تجلب إلى حياتك المزيد من السرور والرضا والقناعة. عندما تمعن التفكير في ما هو النجاح حقا فقد تشعر بالخوف من معرفة الجواب، عندما يكون هدفك هو النجاح بالمعنى المتعارف عليه فستشعر بعدم الرضا وعدم تحقيق الذات.
المصدر كتاب اعمل اقل تنجح اكثر