الانضمام للبورصة ليس من السهل على أية شركة أن يتم إدراجها في البورصة: لأن كل بورصة لديها العديد من القواعد والقوانين. فيما تستغرق شركة جديدة سنوات لاستيفاء جميع الشروط لإدراج أسهمها ليتم تداولها في البورصة.
فعلى سبيل المثال، الشركات المدرجة في بورصة نيويورك هي من أكبر وأشهر الشركات في الولايات المتحدة – وهي ما اصطلح بتسميته شركات الرقاقات الزرقاء مثل وول مارت، وهوم ديبوت، وآي بي إم، وبروكتر وجامبل، وجونسون آند جونسون، وكوكاكولا.
أما بورصة ناسداك على الجانب الآخر فتضم العديد من شركات التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك وأبل، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسهم التي يتم تداولها في الأسواق الثانوية” توجد في بورصة ناسداك. بالمناسبة، هناك أكثر من 15 ألف شركة أسهمها مطروحة للتداول العام، مع 5 آلاف شركة يتم تداول أسهمها في البورصتين الرئيسيتين في الولايات المتحدة و10 آلاف شركة أصفر يتم تداول أسهمها في الأسواق الثانوية.
تذكر أنه عندما يتم إدراج الشركة في البورصة، فإن أسهمها تصبح مملوكة لعدد كبير من المساهمين، وعندما يصبح للشركة عدد كبير من حاملي الأسهم، فإنها تكسها عملاء مخلصين بشكل تلقائي. ومن خلال بيع الأسهم التي تملكها الشركة، فإنها تجمع أموالا بالطبع؛ وذلك هو الحافز الأساسي الذي يدفع الشركة مبدئيا لبيع الأسهم.

الشركات إقناع الناس بشراء أسهمها

بمجرد أن تطرح الشركة أسهمها للجمهور وتسمح بتداولها ، فإن المغزى هو إقناع المستثمرين بأن الشركة جديرة باستثمارها. وتقوم الشركات بكل ما في وسعها لبيع المنتجات، وأيضا لجذب الأموال من المستثمرين. تنتشر الشركات الكبرى في العالم من خلال المطبوعات والتليفزيون والإنترنت ووسائل الإعلام المتنقلة. أما الشركات الصغرى فتعتمد اعتمادا كبيرا على الدعاية، عن طريق الإنترنت، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا الدعاية الشفهية ورسائل البريد الإلكتروني والنشرات الإخبارية.
دائما ما يقول المحترفون المتصلون بوول ستريت أمورا جيدة عن السوق: هم يريدون أن تزدهر السوق، وإذا كنت محظوظا، ستجني أيضا بعض الأموال إذا استثمرت في شركة مربحة.

ملاحظة: بعد أن تجمع الشركة الأموال عن طريق إدراجها في البورصة وبيع أسهمها (عن طريق الاكتتاب العام الأولي IPO) في البورصة، لا يكون للشركة علاقة بتداول الأسهم، وتذهب جميع أرباح أو خسائر التداول الناتجة عن بيع الأسهم أو شرائها إلى المستثمرين، لا إلى الشركة. بعبارة أخرى، حتى إذا ارتفع سعر سهم شركة آي بي إم بمقدار 20 % ، فإن الشركة لا تربح إلا من الأسهم التي تمتلكها فقط، ولا تشارك في الأسهم التي تم بيعها للجمهور. غير أن الشركات تحب أن ترى ارتفاع أسعار الأسهم لأن ذلك يعد دعاية جيدة. وهذا أيضا يبقى الموظفين الذين عادة ما يمتلكون أسهما سعداء. وهكذا فإن الشركات تريد أن يشتري الناس أسهمها.
وعلى الجانب الآخر، عندما يتعرض السهم لضربة قوية، فهذا يفضي إلى انتشار عناوين صحفية سلبية، وهو شيء تفضل الشركات تجنبه. وهكذا فإن أصحاب الشركات يفعلون كل ما بوسعهم لإقناع المستثمرين (وغير المستثمرين) بشراء منتجاتهم، وهو ما سيحقق بدوره أرباحا تحفز المستثمرين المؤسسين (مثل صناديق المعاشات والبنوك) على شراء أسهمها.
الآن وقد أصبحت لديك فكرة عن ما يحدث خلف الكواليس في البورصات سأصحبك إلى مراحل أعلى.

نيويورك حيث اشتهر الاستثمار في الأسهم

قبل أن يكون هناك وما يطلق عليه سوق الأسهم، كان يتعين على المشترين والبائعين أن يتقابلوا في الشارع. وفي حوالي سنة ۱۷۹۰، كانوا يتقابلون كل يوم عدا الأحد تحت شجرة الب في مدينة نيويورك، وقد تصادف أن الشارع الذي كان يحدث فيه كل هذا يحمل اسم وول ستريت (لهواة التاريخ، شجرة الألب كانت تقع في ۱۸ وول ستريت). اسمع الكثير من الناس بما كان يحدث في وول ستريت وأرادوا أن يشاركوا فيه. وفي بعض الأيام، كان يتم تداول ما يصل إلى ۱۰۰ سهم! (في سوق اليوم، يتم تداول مليارات الأسهم كل يوم).

كان المكان مزدحما للغاية في الأيام الأولى، ما دفع ۲۶ سمسارا وتاجرا كانوا  يتحكمون في أنشطة التداول أن يقرروا تنظيم ما كانوا يقومون به، فاتفقوا على شراء وبيع أسهم الشركات إلى العامة مقابل عمولة ثابتة، وقد أعطوا أنفسهم ۲۰ سنتا نظير كل سهم يقومون بتداوله (نسمي هؤلاء الأشخاص اليوم سماسرة البورصة)، تم التوقيع على اتفاقية شجرة الألب – كما تمت تسميتها – في عام ۱۷۹۲، وكانت هذه هي البداية المتواضعة لبورصة نيويورك (NYSE) .

لم يمض وقت طويل حتى نقل السماسرة والتجار مكاتبهم إلى مقهى في وول ستريت، وفي النهاية، انتقلوا بشكل دائم إلى مبنی بورصة نيويورك في وول ستريت، ضع في حسبانك أن البورصة هي ببساطة مكان يذهب إليه الناس لشراء الأسهم وبيعها؛ فهي توفر سوقا منظمة للأسهم مثلما يوفر السوبرماركت سوقا  للأطعمة

ننصحك بقراءة مقال: مزايا وعيوب شركات السمسرة عن طريق الانترنت

وحتى بعد مرور ۲۰۰ سنة، لا يزال اسم وول ستريت رمزا لبورصات الولايات المتحدة والمؤسسات المالية التي لها معاملات معها، بغض النظر عن موقعها الجغرافي، إذا ذهبت إلى نيويورك، فسترى أن وول ستريت مجرد شارع ضيق في الضاحية المالية في وسط مانهاتن. وهكذا فإن سوق الأسهم – أووول ستريت – هو حقا طريقة ملائمة للتحدث عن أي شخص أو أي شيء له علاقة بأسواقنا المالية.

بورصتان رئيسيتان

بعد تأسيس بورصة نيويورك، قام سماسرة الأسهم الذين لم يستوفوا شروط بورصة نيويورك بالتداول على رصيف الشارع، وهذا هو سبب تسميتهم سماسرة الأرصفة، في عام ۱۹۱۱ ، أصبح هؤلاء السماسرة يعرفون بسوق نيويورك الحرة. وفي عام ۱۹۲۱، انتقلوا أخيرا إلى مبنى في شارع جرينتش وغيروا اسمهم إلى بورصة نيويورك الحرة. في عام ۱۹۵۲، تمت إعادة تسمية البورصة لتصبح البورصة الأمريكية.

البورصة الثالثة كانت نظام الأسعار الألي للجمعية الوطنية للوسطاء الأوراق المالية (NASDAQ) (ناسدالك)، والتي تم إنشاؤها في عام ۱۹۷۱ . كانت هذه أول بورصة إلكترونية وكان الأعضاء يتواصلون مع بعضهم عن طريق شبكة من أجهزة الكمبيوتر (أجل، كانت لديهم أجهزة كمبيوتر حينئذ).

وفي وقت ما، كانت توجد بورصات بالمدن الكبيرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك بورصة فيلادلفيا (والتي كانت أقدم بورصة منظمة في بلدنا) وبورصة بوسطن، ومن أجل أن تتنافس بشكل أكثر فاعلية اندمجت العديد من البورصات الأصفر (بما في ذلك البورصة الأمريكية) مع بورصة نيويورك.

ومع حالات الاندماج، أصبحت بورصة نيويورك معروفة باسم بورصة نيويورك يورونکست، واستحوذت ناسداك أيضا على بعض من البورصات الصغرى لكنها احتفلت باسمها، ومن المؤكد أنه ستكون هناك حالات اندماج أخرى ونغمر في الأسماء مستقبلا.

هنالك بورصات في كل دول العالم تقريبا، لكن السوق الأمريكية في الكبرى. من الدول الأخرى التي توجد بها بورصات إنجلترا وألمانيا وسويسرا وفرنسا وهولندا  وروسيا واليابان والصين والسويد وإيطاليا والبرازيل والمكسيلد وكندا وأستراليا

مقال ذات صلة: كيف تم انشاء مؤشر داو جونز الصناعي

الخلاصة: كل هذا شائق، لكنه لا يؤثر عليك حقا كمستثمر، في النهاية، لا يهم من أية بورصة تشتري الأسهم، على الرغم أنه في الغالب سيكون من إحدى بورصتي الولايات المتحدة الرئيسيتين: بورصة نيويورك وبورصة ناسداك.

مقالات مهمة عن الاسهم

استراتيجيات التداول

شروحات تهمك عن الاسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *