على الرغم من أنني ناقشت خطوط الاتجاه سابقا، لنلق نظرة على هذا الموضوع على نحو أكثر عمقا، أحد الأغراض الرئيسية للمخططات هو تحديد الاتجاه في مراحله الأولية، والاتجاه ببساطة هو الوجهة التي يتحرك فيها السهم – أو من المتوقع أن يتحرك فيها – على مدار فترة زمنية غير محددة. السهم لا يتحرك في خط مستقيم؛ ولهذا فتحديد الاتجاه هو أمر بالغ الأهمية.

لعلك تتذكر أن هناك ثلاثة أنواع من الاتجاهات: اتجاه صعودي واتجاه هبوطي واتجاه أفقي، (تحدثنا عنها بالتفصيل من خلال هذا المقال ) الهدف هو المشاركة في اتجاهات الصعود وفي الوقت نفسه تجنب في المضاربة على الصعود ، لكن اتبع الاتجاه الذي تراه على المخطط.

إذا كانت السوق – أو سهمك – تسلك اتجاها صعوديا، فقم بالشراء إستراتيجية “اتبع الاتجاه”). إذا كانت السوق تسلك اتجاها هبوطیا ، فانتقل إلى النقد ( أو بع على المكشوف) وانتظر الاتجاه الصعودي التالي. إن فعل هذه ليس سهلا كقوله لكنه يحقق نتائج مبهرة – إذا حددت الاتجاه بشكل صحيح، وإذا كان لديك الصبر للاحتفاظ بالأسهم خلال ظروف السوق المتقلبة.

شكل 13  6 لقطة لسهم يسلك اتجاها صعودياً.

نمط الاتجاه الأفقي 

لا يوجد ما هو أكثر إحباطا من مشاهدة الأسهم (أو السوق بوجه عام) يرتفع وينخفض ثم ينتهي به المطاف تقريبا في المكان الذي بدأ منه ( إلا إذا كنت مضاربا قصير الأجل)، ويسمى هذا نمط الاتجاه الأفقي، ويصعب رصد نمط الاتجاه الأفقي، لكن السهم يظل عادة ضمن نطاق ضيق. وهو نمط عشوائي للغاية بحيث يصعب التنبؤ بالاتجاه الذي سيسلكه السهم. وعادة ما يكون حجم التداول في نمط الاتجاه الأفقي منخفضا للغاية. وربما يكون نمط الاتجاه الأفقي إشارة إلى انتهاء الاتجاه الحالي.

على الرغم من صعوبة تداول الأسهم الموجودة في نمط الاتجاه الأفقي، فإنه أحيانا ما تأتي أعظم الأرباح عندما ينطلق السهم الذي يتم تداوله في حركة أفقية لبعض الوقت (يقول المضاربون على ذلك إن السهم يتعزز بقوة لأعلى أو أسفل. غير أن الجزء الصعب هو معرفة متى يبدأ اتجاه (صعودي أو هبوطي) جديد. ونظرا لأن أنماط الاتجاه الأفقي صعبة للغاية، فهي تناسب المضاربين أكثر من المستثمرين. 

ملحوظة: أن تكون قادرا على تقييم السوق بالكامل فهذا أحد مفاتيح نجاحك كمستثمر ومتداول، إذا أمكنك تحديد الاتجاه، فستكون لديك فكرة جيدة عن الوقت الذي تستثمر فيه والأسهم والمؤشرات التي يتعين عليك تداولها.

انعكاس الاتجاه 

من التحديات التي ينطوي عليها التحليل الفني تحديد متى يفقد الاتجاه الحالي للسهم زخمه وربما يغير وجهته. في الواقع، ينتبه الفنيون دائما إلى “انكسار” خط الاتجاه، والذي يدل على انعكاس الاتجاه. يقدم الشكل ۱۲-۷ مثالا على مؤشر سهم عكس اتجاهه.

لا يهتم المضارب قصير الأجل كثيرا بسبب انعکاس اتجاه السهم – لكن المهم عنده أن السهم عكس اتجاهه. إن تحديد انعكاس الاتجاه والاستثمار فيه خلال المراحل الأولى قد يكون أمرا مربحاً جدا للمضارب. في هذا السيناريو، الاحتفاظ بالسهم إلى أن ينتهي الاتجاه قد يجلب أعظم الأرباح – أي على افتراض أنه يمكنك تحديد النهاية والبيع في الوقت المناسب ، يبحث المضاربون الخبراء دائماً عن فرص أخري.

من الصعب للغاية تحديد انعكاس الاتجاه قبل حدوثه، لكن توجد إشارات، في بعض الأحيان، على سبيل المثال، قد يبدو السهم الذي يسلك اتجاها صعودا أنه قد فقد زخمه وهبط إلى أدنى من متوسطاته المتحركة، إذا حددت انعكاس الاتجاه، فاستخدم المؤشرات الفنية الأخرى (بالإضافة إلى المتوسطات المتحركة ) للتأكد من أن تحليلك صحيح وأنه ليس انعكاسا مؤقتا، بالإضافة إلى أنه ليس لمجرد أن الاتجاه استمر لفترة طويلة فهذا يعني أنه سينعكس؛ فخطوط الاتجاه الطويلة أمر شائع.

للأسف، ليس من الواضح دائما أن الاتجاه قد تغير؛ فالأمر يتطلب شجاعة منك واقتناعا (والقدرة على قراءة المخططات) للخروج من مركز رابح. إذا لم تستطع أن تقرر، ففكر في بيع نصف المركز. إذا لم يكن هناك سبب يدعوك للاعتقاد أن الاتجاه سيستمر، فبع النصف الآخر. ليس من الضروري أن تبيع عند أعلى نقطة تجني أموالا في سوق الأسهم. لا تكن طماعا. عندما ينتهي الاتجاه، فإن معظم الأشخاص – وبالأخص وسائل الإعلام – لا يصدقون ذلك ( في البداية ).

على سبيل المثال، إذا انتهى اتجاه صعودي، فإن معظم الناس سيستمرون في حثك على مواصلة الاستثمار ( لكن هؤلاء الأشخاص لا يفهمون المخططات وليست لديهم أية فكرة عن أن الاتجاه قد انتهى)، ويصرحون بأن السوق الصاعدة لا تزال سليمة، يتطلب الأمر منك شجاعة للانتقال إلى النقدية عندما ينتهي اتجاه صعودي أو لشراء أسهم عندما ينتهي اتجاه هبوطي.

على الجانب الآخر، وهذا مهم أيضا، من السهل أيضا الخروج في وقت مبكر للغاية، غير أنه يجب عليك أن تبني قراراتك على المؤشرات والمخططات الفنية ولا تستمع إلى ما يقوله الآخرون”. ويتطلب الأمر شجاعة أيضا للبقاء في الاتجاه الصعودي بينما يحذرك الآخرون من مجيء فترة تصحيح سوق أو انهيار سوق. وفي كل الأحوال، عليك أن تفعل ما تعتقد أنه صواب ولا تتأثر بالإعلام ولا المعارف المتشبثين بآرائهم.

بالإضافة إلى ذلك، لا تكن عنيدا. فهناك أوقات لا تقدم فيها المخططات رسائل واضحة، خلال هذه الأوقات، من المقبول أن تسلك الطريق المحافظ عن طريق صناديق التحوط، أو أخذ الأرباح والخروج. أتمنى أن لو كان تداول الأسهم أكثر سهولة، لكنه ليس كذلك، على الجانب الآخر، يتجنب الكثير من الناس تداول الأسهم ويتبنون ببساطة إستراتيجية الشراء والنسيان. تحقق هذه الإستراتيجية نتائج جيدة خلال الأسواق الصاعدة، لكنها تسفر عن أضرار جسيمة خلال الأسواق الهابطة.

مقالات مهمة عن الاسهم

استراتيجيات للتدوال

شروحات تهمك عن الاسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *