جيسي ليفرمورمضارب وول ستريت

يعد المضارب “جيسي ليفرمور” أسطورة أخرى من أساطير وول ستريت، والذي يعرف العديد من المستثمرين مناقبه. رؤيته للسوق مناقضة تماما لرؤية وارن بافيت وبيتر لينش. فبدلا من الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل، قام بالمضاربة على حركات الأسعار قصيرة الأمد للأسهم. كانت سوق الأسهم مثل الغرب الجامح في أواخر القرن التاسع عشر، واستغل “ليفرمور” عدم وجود قواعد وقوانين. ومع ذلك، فإن جوهر سوق الأسهم هو تقريبا كما كان في عصر “ليفرمور”.

ليس هناك شك في أن “جيسي ليفرمور” كان من أنجح مضاربي الأسهم. وعندما كان لا يزال مراهقا، ترك “ليفرمور” المدرسة ليصبح “صبي البورصة” لشركة سمسرة أسهم (قبل أجهزة الكمبيوتر، كان صبيان البورصة يقومون بتحديث أسعار الأسهم والسندات يدويا على سبورة كبيرة).
قصة حياة “جيسي ليفرمور” والدروس التي تعلمها عن التداول يمكن إيجادها في كتابهReminiscences of a Stock Operator ، والذي تنشر لأول مرة في عام ۱۹۲۳، وعلى الرغم من أنه قد تم تقديم الكاتب على أنه “إدوين الوفيفر”، لكن الأغلبية تعتقد أن “ليفرمور” هو من ألف الكتاب بنفسه، ولا يزال هذا الكتاب من أشهر وأقيم الكتب التي ألفت عن المضاربة في سوق الأسهم.

يشتكي “ليفرمور” (متحدثا من خلال شخصية خيالية تسمى “لاري ليفينجستون”) من كيف أنه ارتكب سلسلة من الأخطاء التي كلفته أموالا، لكنه لم يفقد كل أمواله في البداية). كانت خسائره مؤلمة، لكنه تعلم منها، يقول “ليفرمور”، “ليس هناك شيء مثل خسارة كل ما تملك في العالم لتعليمك ما يجب ألا تفعله، وعندما تعرف ما يجب ألا تفعله كي لا تخسر أموالا ، تبدأ في تعلم ما يجب أن تفعله لتربح”۔

مقال يهمك : فلسفة وارن بافيت في الاستثمار

بعد أن أفلس “ليفرمور” ثلاث مرات في أقل من ثلاث سنوات، توصل لهذه النصيحة: “بعد الإفلاس مؤسسة تعليمية فعالة للغاية”. وقال إنك لا تعلم سوى القليل من الفائزين لأنهم يهتمون بأنفسهم، لكن الخاسرين يعلمونك دروا تدوم لآخر العمر. المفتاح هو ألا ترتكب الخطأ نفسه مرتين.
قضى “ليفرمور” الكثير من الوقت في التداول في “مكاتب مضاربة غير قانونية” (كانت مكاتب المضاربة غير القانونية عبارة عن شركات سمسرة غير مرخصة تم وصفها على أنها “أوكار قمار”)، بادئا باستثمار قدره خمسة دولارات عندما كان في الخامسة عشرة من العمر، وأصبح “ليفرمور” ناجحاً في تداول الأسهم لدرجة أنه تم منعه من معظم مكاتب المضاربة غير القانونية عندما كان في العشرين من عمره. فكان مجبرا على التنكر واستخدام اسم مزيف ليقوم بالتداول، غير أن هذا أعطاه الفرصة لمشاهدة كيف يتلاعب المضاربون الآخرون بالسوق.
وبعد أن درس السوق عن قرب، أنشأ نظام تداول ناجعا مبنيا على قواعد. وبينما كان “ليفرمور” يزداد ثراء، كان يقوم بمعظم عمليات التداول من مكتب سري متطور متصل ببورصة نيويورك عبر الهاتف.

معظم المال الذي جناه “ليفرمور” جاء من بيع الأسهم على المكشوف وكان مشهوژا بتوجهه التشاؤمي تجاه السوق وهبوطها). وقد اكتسب الكثير من الأعداء خلال حياته المليئة بالتقلبات، وكان كثيرا ما يواجه معارضة من بعض أكثر القادة الماليين نفوذا في البلاد. ضع في حسبانك أن العديد من الأساليب التي استخدمها “ليفرمور” تعد الآن غير شرعية، بما في ذلك التلاعب بالأسهم من خلال استخدام معلومات من داخل الشركة، والترتيب مع الصحفيين لنشر معلومات غير صحيحة ( إحدى حيله كانت أن ينتظر إلى أن يربح من سهم، ثم يكشف لصحفي مشهور أن هذا السهم بالتحديد سيكون صفقة بيع مربحة، عندما يرتفع السهم، كان يبيع مركزه على الفور بأسلوب الدعاية الكاذبة التقليدي).

قال “ليفرمور” في كتابه إنه يعتقد أنه وجد سر الحياة الناجحة. وقد كان متحمسا للغاية لاكتشافه وهو ما عبر عنه قائلا: “بعد قضاء سنوات في وول ستريت وبعد جنی وخسارة الملايين من الدولارات أريد أن أخبرك بهذا: لم یکن تفكيري هوما جلب الكثير من الأموال لي. بل كان دائما مراقبتي للوضع. هل فهمت ذلك؟ انتظاری و مراقبتي للوضع ليست براعة على الإطلاق أن تكون على صواب في السوق. لقد عرفت الكثير من المضاربين الذين كانوا على صواب في الوقت المناسب بالضبط، وبدأوا في شراء الأسهم وبيعها عندما كانت الأسعار عند المستوى الذي يجب أن يقدم أعظم ربح. وقد طابقت تجربتهم تجربتي تماما، أي أنهم لم يجنوا أموالا حقيقية. المضاربون الذين يكونون على صواب ويراقبون الوضع بانتظار الوقت المناسب ليسوا كثيرين وقد وجدت أن هذا من أصعب الدروس التي يمكن تعلمها. لكن المتداول في البورصة يمكنه أن يجني الكثير من الأموال عندما يدرك هذا”.

هناك درس آخر يصعب على معظم الناس تعلمه وهو تقبل الخسائر فالكثير من الناس لا يرغبون في بيع مراكز الأسهم التي تخسر أموالا. إليك كيف تحدث “ليفرمور” عن الأمر: “الخسارة لا تضايقني أبدا بعد أن أتقبلها ، وأنساها بين ليلة وضحاها، لكن أن تكون مخطئا وألا تتقبل الخسائر فذلك ما يوقع الضرر بالمال والروح”.
وكما تعرف بالفعل، شراء أسهم استنادا إلى نصيحة هو الخطأ الأكثر شيوعا بين المبتدئين، وحتى “ليفرمور” كان ضعيفا أمام نصائح الأصدقاء أصحاب النوايا الحسنة، ودائما ما أحزنته، كتب “ليفرمور”، “نصائحا لا أرغب الناس في النصائح! هم يتوقون ليس فقط للحصول عليها، بل أيضا التقديمها”، وقال إن التداول بناء على نصائح كلفه مئات الآلاف من الدولارات خصوصا نوعية النصائح التي يقدمها العابرون في الشارع. “أعرف من التجارب أنه لن يقدم لي أحد نصيحة أو سلسلة من النصائح ستكسبني أموالا أكثر من حکمي الخاص”.

الكثير من نجاح “ليفرمور” نابع من مراقبة الناس والأسهم الفردية والسوق بشكل عام (لقد كان من المفيد بحق امتلاكه ذاكرة فوتوغرافية ). إليك كيف لخص “ليفرمور” إستراتيجيته المتعلقة بالتداول: “لقد وجدت أن الخبرة يمكن أن تصبح ميزة ثابتة في هذه اللعبة وأن الملاحظة تعطيك أفضل النصائح على الإطلاق”. ووفق “ليفرمور”، “حتى نشوب حرب عالمية لن يمنع سوق الأسهم من أن تكون سوفا صاعدة عندما تكون الأوضاع متجهة للصعود ، ولا أن تكون سوقا هابطة عندما تكون الأوضاع متجهة للهبوط. كل ما يحتاج المضارب إلى معرفته لجني الاموال هو كيفية تخمين الأوضاع”. يزعم “ليفرمور” أن دراسة الأوضاع العامة للسوق كانت أحد أعظم اكتشافاته.

حقق “ليفرمور” أيضا إنجازا آخر عندما اكتشف قيمة اتباع اتجاه السوق. “من الواضح أن الشيء الذي يتعين عليك فعله هو أن تتفاءل في سوق صاعدة وتتشاءم في سوق هابطة، يبدو الأمر سخيفا، أليس كذلك؟ لكن كان على أن أفهم ذلك المبدأ العام فهما دقیقا قبل أن أرى أن تطبيقه يعني في الحقيقية توقع الاحتمالات. لقد استغرق الأمر مني وقتا طويلا قبل أن أقوم بالتداول وفق تلك القاعدة”.
استخدم “ليفرمور” عددا من الطرق لبيع الأسهم وشرائها، وكانت إحدى هذه الطرق أن يشتري بمجرد أن يحقق السهم ارتفاعا جديدا (وهو الأمر الذي تعلمه “ويليام أونيل” من “ليفرمور”) وهوما قال “ليفرمور” إنه سيجلب له أرباحا بالتأكيد.
كتب “ليفرمور”، “لقد كنت أقول دائما إن الشراء في سوق صاعدة مو أكثر الطرق المريحة لشراء الأسهم. والأن المسألة الرئيسية لا تتعلق كثيرا بشراء الأسهم بأرخص سعر ممكن أو البيع على المكشوف بأعلى الأسعار، لكن تتعلق بالبيع والشراء في الوقت المناسب. يضيف “ليفرمور” قائلا إنه عادة ما يشتري المزيد من السهم وهو يرتفع. وهو يسمي هذا “التهريم”، وقد كان هذا مفتاح نجاحه في السوق.

قد يهمك : ساحران في وول ستريت وارن بافيت وبيتر لينش

قام ليفرمور” كذلك بدراسة الأسعار للبحث عن إشارات تخص اتجاه السوق، “الأسعار – كما نعرف – إما أن تتحرك لأعلى أو لأسفل تبعا للمقاومة التي تقابلها، لشرح الأمر بسهولة، سنقول إن الأسعار – مثل أي شيء آخر – تمضي في المسارات ذات المقاومة الأقل”.
وقد حذر “ليفرمور” من أنه على الرغم من أن طريقته تبدو سهلة التنفيذ، فإنه يجب أن تأخذ حذرك دائما من دوافعك الفطرية: الخوف والأمل والطمع والأكثر أهمية الغرور، وعادة عندما تكون السوق غير متعاونة، كان “ليفرمور” بأخذ إجازة
بعد وقت ليس بالطويل من جنيه وخسارته ثروته الرابعة التي بلغت مليون دولار (جنى أول مليون له وهو في سن الحادية والثلاثين) ، دخل “ليفرمور” حجرة حجز القبعات في فندق وأطلق النار على رأسه. وعلى الرغم من أنه جني الملايين، وكان يمتلك عددا من المنازل والزوارق، فإنه حين وافته المنية في سن الثالثة والستين، قيل إن ما كان يمتلكه أقل من 10 آلاف دولار.

مقالات مهمة عن الاسهم

استراتيجيات التداول

شروحات تهمك عن الاسهم

https://www.youtube.com/watch?v=6nhAapgnPJk
Jesse-Livermore

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *